وقد يفعل ذلك
من يخاطب نفسه كقول عامر بن الطفيل [٣] ـ لعنه الله ـ : «أغدّة كغدّة البعير ، وموتا فى بيت
سلوليّة».
ومثل هذا عنيت
بقولى :
وشبه ذاك ...
ومن أسباب
التزام حذف ناصب المصدر أن يقصد به تبيين عاقبة أمر تقدمه كقوله ـ تعالى ـ : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا
بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد : ٤].
ومن أسباب ذلك
ـ أيضا ـ أن يخبر عن اسم عين بفعل جعل مصدره بدلا من اللفظ به مكررا نحو : «أنت
سيرا سيرا». أو إذا حصر بـ (إنما» أو بـ «إلّا» نحو : «إنّما أنا صبرا» ، و «ما
الملهوف إلّا حزنا».
والأصل : أنت
تسير ، وإنما أصبر ، وما الملهوف إلا يحزن.
فحذف الفعل
حذفا لازما ؛ لأجل التكرار والحصر.
وجعل الثانى فى
التكرار بدلا منه فامتنع الإظهار ؛ لئلا يجمع بين المبدل منه والبدل.
[١] هو جرير بن عطية
بن حذيفة الخطفى بن بدر الكلبى الشاعر ، أشعر أهل عصره ، عاش عمره كله يناضل شعراء
زمنه ، ويساجلهم ، وكان هجّاءا مرّا ، وكان عفيفا ، وهو من أغزل الناس شعرا ، له
نقائض مع الفرزدق ، وله ديوان شعر. مات سنة ١٦٠ ه.
[٣] هو عامر بن
الطفيل بن مالك بن جعفر العامرى ، فارس قومه ، وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم
فى الجاهلية ، أدرك الإسلام شيخا فوفد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
وهو فى المدينة ، بعد فتح مكة ، يريد الغدر به ، فدعاه إلى الإسلام ، فاشترط أن
يكون وليّا للأمر من بعده ، فرده ، ولم يسلم ، وهو ابن عم لبيد الشاعر ، توفى سنة
١١ ه.
ينظر : الأعلام (٣ / ٢٥٢) ، الشعر
والشعراء (١١٨) ، خزانة الأدب (١ / ٤٧١).
نام کتاب : شرح الكافية الشّافية نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 298