يعني : أنّ
الفعل المشغول بالضّمير المفصول بينه وبين الفعل بحرف الجرّ ، أو الإضافة [٣] ـ يجري مجرى الفعل المشغول بالضّمير المباشر في جميع
الأقسام المذكورة ، فنحو «إن زيدا مررت به ، وإن زيدا رأيت [٤] أخاه» ـ يجري مجرى «إن زيدا ضربته» في وجوب النّصب ، ونحو
«أزيدا [٥] مرّ به ، ومرّ بأخيه» يجري مجرى «زيدا اضربه» فيترجّع
النّصب ، وكذلك سائر المسائل.
وفهم من قوله :
«أو بإضافة» أنّ نحو «زيدا [٦] ضربت غلام أخيه ، وصاحب غلام أخيه» ، ونحوهما ممّا
يتعدّد فيه المضاف ـ يجري مجرى «زيدا / ضرب غلامه» لأنّ قوله : «أو بإضافة» أعمّ
من أن يكون المضاف واحدا [٧] أو أكثر ، وفي ذلك أيضا إشعار بأنّ الفصل بحرف الجرّ
نحو «زيدا مررت به» يجري مجرى ما
كان المجرور
فيه مضافا ، متعدّدا كان أو منفردا ، نحو «زيدا مررت بأخيه ، ومررت بغلام أخيه».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وسوّ في ذا
الباب وصفا ذا عمل
بالفعل إن لم
يك مانع حصل
يعني : أنّ
الذي يعمل عمل الفعل يساوي الفعل في جواز تفسير العامل في الاسم السّابق.
والمراد بالوصف
المذكور : اسم الفاعل واسم المفعول ، دون الصّفة
[١]قال ابن حمدون في
حاشيته (١ / ١٣٧) : «بل رفع به توهم أن الراجح من هذه الأقسام مقيس والمرجوح موقوف
على السماع». انتهى.