نام کتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك نویسنده : ابن طولون جلد : 1 صفحه : 176
فإنّه لا مخبر عنه ولا وصف ، فلا يكون مبتدأ ، بناء على أنّ اسم الفعل لا
محلّ له من الإعراب ، وهو الأصحّ [١].
وخرج بقولنا : «رافعا
لمكتفى به» نحو «أقائم أبواه زيد» ، فإنّ المرفوع بالوصف ـ وهو أبواه ـ غير مكتفى
به في حصول الفائدة ، مع قطع النّظر عن «زيد» ، فيكون «زيد» مبتدأ مؤخّرا ، والوصف
خبرا مقدّما [٢] ، و «أبواه» فاعله.
وقد فهم من هذا
الحدّ أنّ المبتدأ على قسمين : ذو خبر ، ووصف رافع لما يغني عن الخبر ، وقد أشار
إلى الأوّل بقوله :
مبتدأ زيد ...
... البيت
فاكتفى عن
الحدّ بالمثال.
فـ «زيد» من
قولك : «زيد عاذر من اعتذر» مبتدأ ، و «عاذر» من المثال المذكور خبره ، و «من
اعتذر» تتميم للبيت.
ثمّ قال رحمهالله :
وأوّل مبتدأ
والثّاني
فاعل اغنى في
أسار ذان
وقس
وكاستفهام النّفي وقد
يجوز نحو
فائز أولو الرّشد
أشار بهذا إلى
النّوع الثّاني من المبتدأ ، يعني : أنّك إذا قلت : «أسار ذان» ، فالأوّل الذي هو «سار»
مبتدأ ، والثّاني الذي / هو «ذان» فاعل أغنى عن الخبر ، فـ «سار» اسم فاعل من «سرى»
، و «ذان» تثنية «ذا» [٣].
[١] وهذا بناء على
القول بأن أسماء الأفعال أسماء لألفاظ الأفعال أو بأنها أفعال حقيقة ، وهو قول
الأخفش وطائفة واختاره ابن مالك. وعلى القول بأنها أسماء لمعاني الأفعال ، فموضعها
رفع بالابتداء ، وأغنى مرفوعها عن الخبر ، وهو مذهب بعض النحويين. وعلى القول
بأنها أسماء للمصادر النائبة عن الأفعال فموضعها نصب بأفعالها النائبة عنها ،
لوقوعها موقع ما هو في موضع نصب ، وهو قول المازني وطائفة. قال الأزهري : والصحيح
أنّ كلا منها اسم لفعل وأنه لا موضع لها من الإعراب. ومن ذهب إلى أن أسماء الأفعال
أسماء للألفاظ النائبة عن الأفعال هم جمهور البصريين ، ومن ذهب إلى أنها أسماء
لمعاني الأفعال من الحدث والزمان هو صاحب البسيط ، ونسبه لظاهر قول سيبويه
والجماعة ، ومن ذهب إلى أنها أسماء للمصادر النائبة عن الأفعال هم طائفة من
البصريين ، ومن ذهب إلى أنها أفعال حقيقة هم الكوفيون.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٥٧ ، ٢
/ ١٩٥ ، شرح المرادي : ٤ / ٧٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٩٥ ـ ١٩٦ ، حاشية الخضري : ٢
/ ٨٩ ، الهمع : ٥ / ١٢١ ، شرح الرضي : ٢ / ٦٧ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٢٥.
[٢] في الأصل : فيكون
زيد مبتدأ مؤخر ، والوصف خبر مقدم.