نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 144
الجيش الكثير. فهما بمعنى واحد. و «الجحنفل» أيضا : العظيم الجحفلة [١] ، فهو من لفظ الجحفلة ، فنونه زائدة. وقالوا «جرافش» في
«جرنفش». ومثل ذلك كثير ، إلّا أني لم أكثر من ذلك ، لما فيه من التّطويل. فلمّا
كان الأمر ، فيما له اشتقاق أو تصريف ، على ذلك حمل ما ليس له اشتقاق ولا تصريف
نحو «عبنقس» ، على ذلك ، فقضي على النون بالزيادة.
وزعم ابن جنّي
أنه إن جاء مثل «خزنزن» أو «عصنصن» فإنه تجعل نونه محتملة ، فلا يقضى عليها
بالأصالة ولا بالزيادة ، إلّا بدليل. وإنما احتمل هذا النحو أن تكون النون فيه
أصلية وزائدة ، لأنك إذا جعلت النون أصلية كان من باب «صمحمح» [٢] و «دمكمك» [٣] ، وإن كانت زائدة كان من باب «عقنقل» [٤]. وباب «صمحمح» أكثر وأوسع. فإزاء كون النون ساكنة ثالثة
كون باب «صمحمح» أوسع من باب «عقنقل».
وهذا الذي ذهب
إليه عندي فاسد. بل ينبغي أن يقضى عليها بالزيادة ، لأنّ زيادة النون ثالثة ساكنة
لازمة فيما عرف له اشتقاق ، فلا ينبغي أن يجعل بإزائه كون باب «صمحمح» أوسع من باب
«عقنقل» ، لأنّ دليل اللزوم أقوى من دليل الكثرة.
وإنما لزمت
زيادتها إذا كانت على ما ذكر ، لشبهها بحرف المدّ واللين ، إذا وقع في هذا الموضع.
فكما أنّ حرف المدّ واللين إذا وقع في اسم على خمسة أحرف ثالثا مثل «جرافس» كان
زائدا ، فكذلك ما كان بمنزلته. ولذلك حذفوا نون «عرنقصان» [٥] تخفيفا ، فقالوا «عرقصان». كما حذفوا الألف من «علابط» [٦] و «هدابد» [٧] وأمثالهما ، حين قالوا «علبط» و «هدبد». ووجه الشبه
بينهما أنّ في النون غنّة في الخياشيم ، كما أنّ في حروف المدّ واللين مدّا ،
والغنّة والمدّ كلّ واحد منهما فضل صوت في الحرف. ولذلك إذا جاءت النون ثالثة
ساكنة ، فيما هو على خمسة أحرف ، إلّا أنها مدغمة نحو «عجنّس» [٨] لم تكن إلّا أصلية لأنها إذ ذاك تشبّث بالحركة ، والنون
إذا تحرّكت كانت من الفم وضعفت الغنّة فيها. ولذلك لم تزد ثالثة ساكنة قبل حرف
الحلق ، لأنها إذ ذاك تكون من الفم وتضعف فيها الغنّة ، فلا
[١] الجحفلة : مشفر
البعير ، لسان العرب ، مادة (جحفل).