نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 145
تشبه حرف العلّة. ولو ورد في الكلام مثل «جحنعل» مثلا لجعلت النون فيه
أصليّة كما جعلت في «عجنّس» كذلك ، لمفارقتها إذ ذاك الغنّة التي أشبهت بها حرف
العلّة.
فهذه جملة
الأماكن التي يقضى على النون فيها بالزيادة. وما عدا ذلك قضي عليه بالأصالة ، ولا
يقضى عليه بالزيادة إلّا بدليل :
فمما زيدت فيه
النون أولا لقيام الدليل على زيادتها «نرجس» وزنه «نفعل». وإنما لم تكن نونه
أصليّة لأنه ليس في كلامهم «فعلل».
فإن قيل :
وكذلك ليس في كلامهم «نفعل»؟.
فالجواب : أنه
قد تقدّم أنّ الحرف إذا كان جعله زائدا يؤدّي إلى بناء غير موجود ، وكذلك جعله
أصليّا ، قضي عليه بالزيادة ، للدخول في الباب الأوسع ، لأنّ أبنية المزيد أكثر من
أبنية الأصول.
وزعم ابن جنّي
: أنّ النون في «نبراس» [١] زائدة ووزنه «نفعال» ، وجعله مشتقّا من «البرس» وهو
القطن ، لأنّ الفتيل يتّخذ في الغالب من القطن. وذلك اشتقاق ضعيف جدّا. بل لقائل
أن يقول : الغالب في الفتيل ألّا يكون من القطن. وكذلك قولهم «نفرجة القلب» وزنه
عنده «نفعلة» ، لأنّ «النّفرجة» : الجبان الذي ليست له جلادة ولا حزم. واستدلّ على
ذلك بقول العرب «رجل أفرج وفرج» إذا كان لا يكتم سرّا ، فجعل «نفرجة القلب» مشتقّا
منه ، لأنّ إفشاء السّرّ من قلّة الحزم. وهذا الاشتقاق أيضا ضعيف ، لأنّ إفشاء
السّرّ ليس بقلّة حزم ، بل هو بعض صفات القليل الحزم. وأيضا فإنّ «الأفرج» و «الفرج»
لا يراد بهما الجبان كما يراد بـ «نفرجة القلب». فدلّ ذلك على ضعف هذا الاشتقاق.
فينبغي أن تجعل النون فيها أصليّة.
وزيدت ثانية في
«قنعاس» [٢] و «قنفخر» [٣] و «عبنبس» [٤] و «عنسل» [٥] و «عنتريس» [٦]