نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 143
موجود قضي عليها بالزيادة ، نحو «كروان» و «زعفران» ؛ ألا ترى أنّ النون
فيهما لو كانت أصليّة لكان وزن «كروان» : «فعلالا» ، ووزن «زعفران» : «فعللالا» ،
وهما بناءان غير موجودين. وإن أدّى ذلك إلى بناء موجود قضي عليها بالأصالة ، نحو «دهقان»
[١] و «شيطان» ،
لأنّ نون «دهقان» إذا جعلت أصليّة كان وزنه «فعلالا» ، ونون «شيطان» إذا كانت
أصليّة كان وزنه «فيعالا». وهما بناءان موجودان ، نحو «شملال» [٢] و «بيطار».
وهذا الذي ذهب
إليه ، من أصالة النون فيما يؤدي جعل النون فيه أصليّة إلى بناء موجود ـ باطل ،
لأنه جعل دليله على ذلك كون سيبويه قد جعل النون أصليّة في «دهقان» و «شيطان». ولم
يفعل ذلك سيبويه ، لما ذكر من أنّ جعل النون فيهما أصليّة يؤدّي إلى بناء موجود.
بل لقولهم «تدهقن» و «تشيطن» ، لأنه ليس في كلامهم «تفعلن». فدلّ ذلك على أصالة
النون. فأمّا «تدهّق» و «تشيّط» فليس في قوّة «تدهقن» و «تشيطن» ، لأنّ أبا عليّ
قد دفعهما من طريق الرواية.
فإذا جاءت
النون بعد ألف زائدة ، فيما لا تعرف له اشتقاقا ، بالشرطين المذكورين ، فاقض
بالزيادة حملا على الأكثر. وكذلك تفعل إذا احتملت الكلمة اشتقاقين ، تكون في
أحدهما أصليّة ، وفي الآخر زائدة. فينبغي أن تحمله على الذي تكون فيه زائدة ، حملا
على الأكثر ، نحو «دكّان» ، فإنه يحتمل أن يكون مشتقّا من «دكنته أدكنه دكنا» إذا
نضدت بعضه فوق بعض ، فتكون نونه أصليّة. ويحتمل أن يكون مشتقّا من قولهم «أكمة
دكّاء» إذا كانت منبسطة ، و «ناقة دكّاء» إذا كان سنامها مفترشا في ظهرها ، فتكون
نونه زائدة. لكنّ الذي ينبغي أن يحمل عليه هذا الاشتقاق الآخر ، لما ذكرناه من
الحمل على الأكثر.
وأمّا النون
إذا وقعت ثالثة ساكنة ، غير مدغمة ، في كلمة على خمسة أحرف ، نحو «جحنفل» و «عبنقس»
[٣] وأمثال ذلك ، فإنه ينبغي أن تقضي عليها بالزيادة ، وإن لم تعرف للكلمة
اشتقاقا ولا تصريفا ، لأنّ كلّ ما عرف له اشتقاق أو تصريف ، من ذلك ، وجدت النون
فيه زائدة ، فيحمل ما لم يعرف اشتقاقه على ما عرف اشتقاقه. فما عرف اشتقاقه فوجدت
النون فيه زائدة «جحنفل» و «جرنفش» [٤] ، لأنّ «الجحنفل» : الكثير ، و «الجحفل» ،
[١] الدهقان : القوي
على التصرف مع شدة وخبرة ، لسان العرب (دهقن).