نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 142
ثلاثة أحرف ، نحو «مرّان» [١] و «رمّان» ، لاحتمال أن تكون النون زائدة ، وأن تكون أصليّة وأحد المضعّفين
زائد ، ويتساوى الأمران عنده ، لكثرة زيادة الألف والنون في الآخر ، وكثرة زيادة
أحد المضعّفين.
والصحيح أنه
ينبغي أن تجعل الألف والنون زائدتين ، بدليل السماع ، والقياس.
أمّا القياس
فإنّ النون ختصّت زيادتها في هذا الموضع ، أو ثالثة ساكنة ، على ما يبيّن بعد.
وأحد المضعّفين زائد حيث كان. وما اختصّت زيادته بموضع كان أولى بأن يجعل زائدا
مما لم يختصّ ؛ ألا ترى أنّ الهمزة في «أفعى» قضينا عليها بالزيادة وعلى الألف
بالأصالة ، لأنّ الألف كثرت زيادتها في أماكن كثيرة ، والهمزة لم تكثر زيادتها
إلّا أولا خاصّة ، فكان المختصّ يشرك غير المختصّ ، بكثرة زيادته في ذلك الموضع ،
ويزيد عليه بقوّة الاختصاص.
وأمّا السّماع
فقوله عليه السّلام ، للقوم الذين قالوا له «نحن بنو غيّان» ، فقال لهم ، عليه
السّلام : «بل أنتم بنو رشدان». ألا تراه ، عليه السّلام ، كيف تكرّه لهم هذا
الاسم ، لأنه جعله من الغيّ ، ولم يأخذه من الغين ، وهي السحاب ، فقد دلّ هذا على
إنه إذا جاء مضاعف ، في آخره ألف ونون مثل «رمّان» ، أنه ينبغي أن يقضى عليه
بزيادة الألف والنون ، إلّا أن يقوم دليل على أنّ النون أصليّة ، نحو «مرّان» فإن
الخليل ذهب إلى أنّ نونه أصليّة ، لأنه مشتقّ من «المرانة» التي هي اللّين.
ومنهم من شرط
ألّا يكون ما قبل الألف مضاعفا ، مما قبل الألف منه ثلاثة أحرف ، وألّا يكون مع
ذلك مضموم الأوّل ، اسما لبنات ، نحو «رمّان» لأن مثل هذا عنده ينبغي أن تكون نونه
أصليّة ، ويكون وزنه «فعّالا» ، لأنه قد كثر في أسماء النّبات «فعّال» ، نحو «حمّاض»
و «عنّاب» و «قثّاء». فحمله على ما كثر فيه.
وهذا فاسد ،
لأنّ زيادة الألف والنون في الآخر أكثر من مجيء اسم النبات على «فعّال» ؛ ألا ترى
أنّ ما جاء من الأسماء ، أعني أسماء النبات ، على غير وزن «فعّال» لا ينضبط كثرة ،
وإن كان «فعّال» قد كثر واطّرد.
وذهب السيرافيّ
إلى أنّ النون إذا أتت في الآخر ، بعد ألف زائدة ، فإنه لا يخلو أن يكون جعلها
أصليّة يؤدّي إلى بناء غير موجود ، أو إلى بناء موجود. فإن أدّى إلى بناء غير
[١] المران : شجر
الرماح ، لسان العرب ، مادة (مرن).
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 142