نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 58
الرازى :
ولم تأخذ لفظة «البلاغة»
دلالتها المعروفة عند فخر الدين الرازى (ه) وهى عنده : «بلوغ الرجل بعبارته كنه ما
فى قلبه مع الاحتراز عن الاختصار المخل والاطالة المملة» [١] ولكنه ربط الفصاحة والبلاغة بالمعنى ، ونحا منحى عبد
القاهر فى فهمها.
ابن الأثير :
وقال ابن
الأثير (ـ ه) إنّ الكلام يسمى بليغا لأنه بلغ الأوصاف اللفظية والمعنوية ،
والبلاغة شاملة للألفاظ والمعانى وهى أخص من الفصاحة كالإنسان من الحيوان ، وليس
كل حيوان إنسانا ، وكذلك يقال : «كل كلام بليغ فصيح ، وليس كل فصيح بليغا». وفرّق
بينهما وبين الفصاحة من وجه آخر غير الخاص والعام ، وهى أنّها لا تكون إلّا فى
اللفظ والمعنى بشرط التركيب ، فانّ اللفظة المفردة لا تنعت بالبلاغة وتنعت
بالفصاحة إذ يوجد فيها الوصف المختص بالفصاحة وهو الحسن ، وأما وصف البلاغة فلا
يوجد فيها لخلوها من المعنى المفيد الذى ينتظم كلاما [٢]
السكاكى :
وحينما قسم
السكاكى (ـ ه) البلاغة ووضع معالمها فى كتابه «مفتاح العلوم» عرّفها تعريفا دقيقا
وقال : «هى بلوغ المتكلم فى تأدية المعانى حدا له اختصاص بتوفية خواص التراكيب
حقها ، وإيراد التشبيه والمجاز والكناية على وجهها» [٣].
وبهذا التعريف
أدخل مباحث علم المعانى وعلم البيان ، وأخرج مباحث البديع ، لأنّه وجوه يؤتى بها
لتحسين الكلام وهى ليست من مرجعى البلاغة