نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 57
معنى يفضل عن مثلها بليغة وإن قيل فيها فصيحة ، وكل كلام بليغ فصيح ، وليس
كل فصيح بليغا» [١].
لقد وضع ابن
سنان حدّا فاصلا بين المصطلحين ، وحصر الفصاحة فى الألفاظ ، والبلاغة فى المعانى
والألفاظ ، وأصبحت الفصاحة شطر البلاغة وأحد جزأيها. وهذه التفاتة حسنة ، ولكنه
أطلق «الفصاحة» على موضوعات البلاغة وسمى كتابه «سر الفصاحة» ومعنى ذلك أنّها تشمل
الألفاظ والمعانى وقد أوضح ذلك بقوله : «وفى البلاغة أقوال كثيرة غير خارجة عن هذا
النحو ، وإذا كانت الفصاحة شطرها وأحد جزأيها فكلامى على المقصود ـ وهو الفصاحة ـ
غير متميز إلّا فى الموضع الذى يجب بيانه من الفرق بينهما على ما قدمت ذكره ، فأما
ما سوى ذلك فعام لا يختص ، وخليط لا ينقسم» [٢]
وابن سنان
حينما ينتقل إلى تأليف الكلام يظل مرتبطا بالحديث عن الألفاظ ، لأنّ البلاغة أن
توضع الألفاظ موضعها حقيقة أو مجازا ، تقديما أو تأخيرا ، قلبا أو حشوا ، وغير ذلك
مما فصّل القول فيه.
عبد القاهر :
ولم يفرّق عبد
القاهر (ـ ه) أو (ه) بين المصطلحين ، لأنّهما يعبر بهما عن «فضل بعض القائلين على
بعض من حيث نطقوا وتكلموا وأخبروا السامعين عن الأغراض والمقاصد ، وراموا أن
يعلموهم ما فى نفوسهم ، ويكشفوا لهم عن ضمائر قلوبهم» [٣].
والفصاحة
والبلاغة والبراعة والبيان تأتى مترادفة عنده ، ومعنى ذلك أنّ الحدود بينها لم
تتضح ، وأنّ هذه المصطلحات لم تستعمل وتأخذ معناها الدقيق.