إذا نسخ الوجوب
فهل يبقى الجواز أو لا؟ ولنقدم مثالا من الكتاب العزيز.
فرض الله سبحانه
على المؤمنين ـ إذا أرادوا النجوى مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلمـ تقديم صدقة،قال سبحانه : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ
نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ
اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المجادلة / ١٢).
فلمّا نزلت الآية
كفّ كثير من الناس عن النجوى ، بل كفّوا عن المسألة ، فلم يناجه أحد إلاّ علي بن
أبي طالب عليهالسلام[٢] ، ثم نسخت الآية بما بعدها ، وقال سبحانه : (أَأَشْفَقْتُمْ
أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا
وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا
اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (المجادلة / ١٣).
فوقع الكلام في
بقاء جواز تقديم الصدقة إذا ناجى أحد مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فهناك قولان :
[١] سيوافيك تفسير
النسخ في المقصد الرابع وإجماله رفع الحكم الثابت بدليل شرعي.
[٢]الطبرسي : مجمع
البيان : ٥ / ٢٤٥ في تفسير سورة المجادلة.
نام کتاب : الموجز في أصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 58