نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 59
قال
صلى الله عليه وآله : فصعد جبرئيل ، وصعدتُ معه إلى سماء الدنيا ، وعليها ملك يقال
له إسماعيل ، وهو صاحب الخطفة التي قال الله عز وجل :(إلا مَن خَطِف الخَطفَة فأتبَعَه شِهاب
ثاقِب)[١].
وتحته سبعون ألف ملك ، تحت كل ملك سبعون ألف ملك. فقال : يا جبرئيل! من هذا معك؟
فقال
: محمد صلى الله عليه وآله.
قال
: أوَ قد بُعِث؟
قال
: نعم. ففتح الباب ، فسلَّمتُ عليه وسلَّم عليَّ واستغفرتُ له واستغفر لي ، وقال :
مرحباً بالأخ الناصح ، والنبي الصالح.
وتلقَّني
الملائكة حتى دخلت سماء الدنيا. فما لقيَني ملك إلا كان ضاحكاً مستبشراً ، حتى
لقيني ملك من الملائكة ، لم أرَ أعظم خلقاً منه كريه المنظر ؛ ظاهر الغضب. فقال لي
مثل ما قالوا من الدعاء ، إلا أنه لم يضحك ولم أرَ فيه من الإستبشار ، وما رأيت
ممن ضحك من الملائكة.
فقلت
: من هذا يا جبرئيل؟ فإني قد فزعت!
فقال
: يجوز أن تَفرغ منه ، وكلُّنا نفزع منه. هذا مالك خازن النار ، لم يضحك قط ، ولم
يزل منذ ولّاه الله جهنم يزداد كل يوم غضباً وغيظاً على أعداء الله وأهل معصيته ،
فينتقم الله به منهم. ولو ضحك إلى أحد قبلك أو كان ضاحكاً لأحد بعدك لضحك إليك ،
ولكنه لا يضحك. فردَّ عليَّ السلام وبشَّرني بالجنة.
فقلت
لجبرئيل ـ وجبرئيل بالمكان الذي وصفه الله : (مُطاعٍ
ثَمَّ أمين)[٢]: ألا تأمره أن يريني
النار؟
فقال
له جبرئيل : يا مالك ، أرِ محمداً النار. فكشف عنها غطاءها وفتح باباً منها. فخرج
منها لهب ساطع في السماء وفارَت ....