responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 60

فقلت له : يا جبرئيل! قل له فليَردَّ عليها غطاءها ، فأمرها.

فقال لها : إرجِعي ، فرجعَت إلى مكانها الذي خرجت منه.

ثم مضيت فرأيت رجلاً أدماً جسيماً ، فقلت : من هذا يا جبرئيل.

فقال : هذا أبوك آدم. فإذاً هو يعرض عليه ذريته ، فيقول : روح طيب وريح طيبة من جسد طيب.

ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله سورة المطفِّفين على رأس سبعة عشر آية : (كَلّا إن كتاب الأبرار لَفي عِلِّيِّين * وما أدراك ما عِلِّيُّون * كتاب مرقوم) [١] ، إلى آخرها.

قال : فسلَّمت على أبي آدم وسلَّم عليَّ ، واستغفرتُ له واستغفر لي ، وقال : مرحباً بالإبن الصالح ، والنبي الصالح ، والمبعوث في الزمن الصالح.

ثم مررتُ بملك من الملائكة وهو جالس ، وإذاً جميع الدنيا بين ركبتيه ، وإذاً بيده لوح من نور ، فيه كتاب ينظر فيه ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً ؛ مقبلاً عليه كهيئة الحزين! فقلت : من هذا يا جبرئيل؟

فقال : هذا ملك الموت ، دائب في قبض الأرواح.

فقلت : يا جبرئيل أدنني منه حتى أكلِّمه. فأدناني منه فسلَّمتُ عليه ، وقال له جبرئيل : هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد. فرحَّب بي وحباني بالسلام ، وقال : إبشِر يا محمد ، فإني أرى الخير كله في أمتك.

فقلت : الحمد لله المنّان ذي النِعَم على عباده ، ذلك من فضل ربي ورحمته عليَّ.

فقال جبرئيل : هو أشدُّ الملائكة عملاً.

فقلت : أكلُّ من مات أو هو ميت فيما بعد هذا تَقبض روحه؟

قال : نعم.

قلت : تَراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك؟

فقال : نعم ، ما الدنيا كلها عندي فيما سخَّرها الله لي ومكَّنني منها إلا كالدرهم في كفِّ


[١] سورة المطففين : الآية ١٨ ـ ٢٠.

نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست