نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 58
ثم
أتاني الخازن بثلاث أواني : إناء فيه لبن ، وأناء فيه ماء ، وإناء فيه خمر. فسمعت
قائلاً يقول : إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته ، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته ، وإن
أخذ اللبن هُدِي وهُدِيَت أمته. فأخذت اللبن فشربت منه ، فقال جبرئيل : هُديتَ
وهُدِيَت أمتك.
ثم
قال لي : ماذا رأيت في مسيرك؟
فقلت
: ناداني مناد عن يميني.
فقال
لي : أوَ أجَبتَه؟
فقلت
: لا ، ولم ألتفت اليه.
فقال
: ذاك داعي اليهود ، لو أجبتَه لَتَهَّدَت أمتك من بعدك.
ثم
قال : ماذا رأيت؟
فقلت
: ناداني مناد عن يساري.
فقال
: أوَ أجَبتَه؟
فقلت:
لا ، ولم ألتفت إليه.
فقال
: ذاك داعي النصاري ، لو أجبتَه لَتَنَصَّرَت أمتك من بعدك.
ثم
قال : ماذا استقبلك؟
فقلت
: لقيتُ إمرأة كاشفة عن ذراعيها ، عليها من كل زينة ، فقالت : يا محمد ، أُنظرني
حتى أكلِّمك.
فقال
لي : أفَكلَّمتَها؟
فقلت
: لم أكلِّمها ولم ألتفت إليها.
فقال
: تلك الدنيا ، ولو كلَّمتَها لاختارَت أمتك الدنيا على الآخرة.
ثم
سمعت صوتاً أفزَعني. فقال جبرئيل : أتَسمع يا محمد؟
قلت
: نعم.
قال
: هذه صخرة قذّفتُها عن شفير جهنم منذ سبعين عاماً ، فهذا حين استقرَّت.
قالوا
: فما ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قُبِض.
نام کتاب : بحوث في المعراج نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 58