نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 248
بِالْوادِ»[١] ، ولعله ـ فيما يرى البعض ـ وادي القرى [٢] ، أحد الأودية التي تتخلل سلسلة جبال حسمى ، ومن بينها
جبل إرم ، والذي يسمى الآن «رمّ» ، ويكوّن الحد الشمالي للحجاز ، وعنده يوجد
الكثير من الماء [٣] ، أضف إلى ذلك أن ياقوت قد ذكر جبلا سماه «جش إرم» ـ عند
أجأ أحد جبلي طيء ـ أملس الأعلى ، سهل ترعاه الإبل ، وفي ذروته مساكن لعاد وارم ،
فيه صور منحوتة من الصخر [٤] ، ورغم أن ياقوت قد فرق هنا بين عاد وإرم ، وجعلهما
قومين ، إلا أن «الواو» هنا ربما كانت زيادة من الناسخ [٥] ، ومنها (رابعا) وجود أسماء محلات أخرى ، عثر فيها على
نقوش وتماثيل ، وصفت في الكتب العربية بأنها مساكن قوم عاد [٦].
ومنها (خامسا)
أن حفائر «هورسفيلد» في جبل «رم» ـ على مبعدة ٢٥ ميلا إلى الشرق من العقبة ـ وكذا
حفائر «سافينياك» واكتشافات «جليدن» ، قد أثبتت أن هذا المكان هو موضع «إرم» ،
الوارد ذكره في القرآن الكريم ، وقد حلّ به الخراب قبل الإسلام ، ومن ثم فلم يبق
منه عند ظهور الإسلام غير «عين ماء» كان ينزل عليها التجار ورجال القوافل الذين
كانوا يمرون بطريق «الشام ـ مصر ـ الحجاز» [٧] ، بل قد يفهم من نص «لأبي شامة» ، أنه في الفترة التي
كان الصليبيون يحتلون فيها حصن «الكرك والشويك» ، كان الجيش المصري يعسكر عند جبل