نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 247
كانت منازل عاد [١] ، وزاد بعضهم فذهب إلى أنها إنما كانت فيما بين عمان
إلى حضرموت فاليمن كله ، وكانوا مع ذلك قد فشوا في الأرض كلها ، وقهروا أهلها بفضل
قوتهم التي آتاهم الله [٢].
هذا وتتجه
الآراء الحديثة إلى أن عادا ، إنما تقع في شمال الجزيرة العربية ، وليس في جنوبها
، وأنها ربما كانت تموج في المنطقة الممتدة من منطقة «حسمى» في سيناء ، حتى منطقة «أجأ
وسلمى» في منطقة قبيلة شمر [٣] ، ولعل أهم ما يؤيد وجهة النظر هذه ، ما سبق أن ذكرناه (أولا)
من أن «فورستر» يرى أن القوم الذين ذكرهم بطليموس تحت اسم Oaditae
كانوا يسكنون في شمال غرب الجزيرة العربية [٤] ، وربما عند موضع «بئر إرم» في منطقة حسمى ، ومنها (ثانيا)
أننا لو قمنا بمسح الوديان الموجودة في شمال الحجاز ، لوجدنا فعلا أن أحد هذه
الوديان يسمى «وادي إرم» ، كما أثبتت الحفريات الأثرية وجود مكان يسمى «إرم» في
منطقة جنوب الاردن [٥] ومنها (ثالثا) أن عادا قد اقترن ذكرها بثمود ،
«الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ
[١] عمر فروخ : تاريخ
الجاهلية ص ٢٨ ياقوت ١ / ١١٥ ـ ١١٦ ، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٣٢٨ ،
المعارف ص ١٤ ، البكري ١ / ١١٩ ـ ١٢٠ ، ياقوت ٥ / ٤٤٢ ، قارن : القسطلاني (٥ / ٣٣٣)
حيث يجعل قوم عاد يسكنون حضرموت على المحيط الهندي ، ثم انظر : تفسير المنار (٨ /
٤٩٥ ـ ٤٩٦) حيث يضيف أن عادا إنما كانت بين الشام إلى اليمن ، وأنظر كذلك روح
المعاني ٣٠ / ١٢٣ ، وانظر كذلك «أمين مدني» حيث يرى أن المعينيين إنما هم قوم عاد (العرب
في أحقاب التاريخ ٢ / ١٢٨ ـ القاهرة ١٩٧١)
[٢] تفسير الطبري ١٢
/ ٥٠٧ (دار المعارف) ، تفسير المنار ٨ / ٤٩٥