٩ ـ وقوله في (نونا
التوكيد) : «وقلّ توكيد المضارع بعد ما الزائدة وبلم ولا النافية ، كقوله :
فلا الجارة
العليا بها تلحينّها
ولا الضيف
فيها إن أناخ محوّل
ومثله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وقول من زعم أنّ هذا نهي ليس بشيء ؛ لأنّا قدّمنا أنه
لا تنعت النكرة بجملة طلبية ولم ينتبه لهذا التعليل هنا فيما علمت أحد [٢]».
بل تنبه إلى
ذلك قبله ابن الناظم ، قال : «وأما توكيده بعد لا النافية فقليل ، ومن حقه أن يكون
أكثر من توكيده بعد لم ، لشبهه إذّاك بالنهي ، قال الشاعر :
فلا الجارة
العليا بها تلحينّها
ولا الضيف
فيها إن أناخ محوّل
ومنه قوله
تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) ومنهم من زعم أن هذا نهي على إضمار القول ، وليس بشيء ،
فإنه قد أكد الفعل بعد لا النافية في الانفصال كما في البيت المذكور ، فتوكيده بها
مع الاتصال أقرب لأنه أشبه بالنهي [٣]».