responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 602

2. النقد الآخر الموجّه إلى هذا المذهب، هو أنّه يعمل على إيصاد الباب أمام أيّة حركة إصلاحية وثورية في المجتمع البشري، لأنّه طبقاً لهذه النظرية، فإنّ الناس والمقنّنين يجب عليهم التحرّك وراء الميول الاجتماعية والأغراض الذاتية لأفراد المجتمع مهما كانت متسافلة، وعلى هذا الأساس فإنّ هذا المذهب لا يمكنه إطلاقاً أن يكون له دور مهمّ في طبيعة الحركة التكاملية للمجتمع في خطّ القيم والفضائل والمثل الإنسانية.

3. إنّ هذه النظرية تمنح الأصالة لمسألة العرق والقومية التي تسبّبت في تكريس النزاعات والصراعات فيما بين المجتمعات البشرية على امتداد التاريخ، والتي سعى الأنبياء الإلهيّون والمصلحون تحوير الاتّجاه في التقييم إلى جهة منح الأصالة للقيم والمثل الإنسانية المشتركة، والعمل على تهميش مسألة العرق والقومية في المجتمع البشري ليتحرّك بالتالي نحو التوحّد والسلام والوئام، وتقليل وقوع النزاعات وأشكال الصراع في واقع المجتمعات البشرية، ومن المعلوم أنّ المذهب التاريخي للأخلاق يتقاطع مع هذا الهدف السامي والأصيل للبشرية.

ومن هذا المنطلق ذهب بعض المفكّرين إلى أنّ هذا المذهب كان هو الممهّد لظهور حركة النازية العنصرية في الهتلرية الألمانية [1].

الثاني: المذاهب التجريبية

1. مذهب أصالة النفع‌

كما هو معلوم من توجّه الفلاسفة الألمان والفرنسيين أنّهم يأخذون بنظر الاعتبار الإدراكات العقلية ودورها المهمّ في تطوير حركة العلوم، إلّاأنّ الفلسفة في بريطانيا تتحرّك بخلاف هذا الاتّجاه، حيث يرى هؤلاء الفلاسفة أنّ أصل ومبنى جميع العلوم إنّما يقوم على المشاهدة والتجربة، وأنّ المحسوسات تشكّل المحور الأصلي لجميع العلوم والمعارف، ولهذا فإنّ الفلاسفة الانجليز يعدّون من أنصار التجربة والحسّ، وعلى أساس هذه الرؤية فإنّ الأصول العقلية في علم الأخلاق والحقوق غير معتبرة، والمعيار في مفاهيم الحسن والقبح والتكليف يتمّ تقييمه من خلال ملاكات ومعايير تجريبية وخارجية. وعلى هذا الأساس فإنّ هذا المذهب في الواقع يمثّل إحياءً لفلسفة ابيقور المعروفة، وهو فيلسوف يوناني كان يعيش قبل ميلاد المسيح‌ [2].

وبما أنّ كبار وروّاد هذا المذهب طرحوا تفاسير مختلفة لتفاصيل هذا المذهب، فنحن بدورنا سنشير بشكل موجز إلى بعض هذه الأقوال والرؤى من أجل الإلمام بمعرفة أدقّ لهذا المذهب الأخلاقي:

بنتام‌ [3] (مذهب اللذة أو أصالة اللذّة) ..

يعتبر جرمي بنتام (1742- 1832) مؤسّس مذهب أو أصالة النفع في بداية القرن التاسع عشر للميلاد.

وكان بنتام يعتقد بأنّ كلّ لذّة خير وكلّ ما يوجب للإنسان الألم فهو شرّ، وأنّ الهدف والغاية من الحياة هو التوصّل إلى اللذات الدنيوية. ويعرّف بنتام الفائدة بأنّها:

«الخصوصية أو القابلية في الشي‌ء تمنع من الألم أو تؤمّن له اللذّة»، وقد ذكر في كتابه «نظرية المقنّنين»:

«إنّ الطبيعة جعلت الإنسان تحت سيطرة اللذّة


[1]. للمزيد من الاطلاع على الانتقادات الموجهة إلى هذا المذهب انظر: مقدمة على الحقوق الإسلامية، ج 2، ص 143- 145 (بالفارسيّة).

[2]. كليّات الحقوق، ص 66 (بالفارسيّة).

[3].3 .Bentham .

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست