responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 435

الإسلامية وعدم القناعة بالبحوث والدراسات التي أجراها القدماء في كتبهم على تلك الموضوعات القديمة.

الثاني: إنّ شمول شريعة الإسلام لجميع الأزمنة والأمكنة يستدعي بالضرورة بحث المسائل المستحدثة.

توضيح ذلك، إنّ الدين الإسلامي يختلف من جهات عديدة عن الأديان الأخرى، ويمتاز بخصوصيات وامتيازات خاصّة، منها ظاهرة شمول أحكامه وامتدادها لتستوعب جميع زوايا وأبعاد حياة الإنسان والمجتمع البشري، الشريعة الإسلامية لا تتقيّد بزمان معيّن ولا مكان خاصّ وليست ناظرة إلى فئة معينة أو قومية أو بلد خاصّ من البلدان، لأنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله بعث لجميع الناس في جميع نقاط المعمورة، فكلّ إنسان يعيش على هذه الأرض وفي كلّ زمان وعصر يقع مخاطباً للخطابات القرآنية. وعليه فإنّ شمولية وعالمية الإسلام وخلوده ليست ادّعاءً في فراغ، بل مضافاً إلى الأدلّة العقلية التي تثبت هذه الحقيقة، ومضافاً إلى طبيعة الأحكام والقوانين الواردة في الشريعة الإسلامية، هناك الكثير من النصوص الشريفة من الآيات والروايات تؤيّد هذه الحقيقة، وما يمكن أن نستوحيه من القرآن الكريم في بيان وتأييد هذه الحقيقة يقع على ثلاث طوائف من الآيات:

الطائفة الأولى: الآيات القرآنية التي تصرّح بعمومية الإسلام وشموليته في بعدي الزمان والمكان وأنّ المخاطبين لهذه الآيات الشريفة هم جميع الناس في العالم، والعنوان الكلّي لكلمة «من بلغ»، مثل:

1. ما ورد في الآية 90 من سورة الأنعام قوله تعالى:

«إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى‌ لِلْعَالَمِينَ».

2. ما ورد في الآية الشريفة 158 من سورة الأعراف التي تخاطب النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وتقول: «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً».

3. الآية 107 من سورة الأنبياء التي تخاطب النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وتقول: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ».

4. الآية 28 من سورة سبأ: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً» ومن هذا القبيل الآية الاولى من سورة إبراهيم والآية الاولى من سورة الفرقان والآية 44 من سورة النحل والآية 79 من سورة النساء.

5. جميع الآيات التي تبتدى‌ء بمخاطبة جميع الناس «ياأيّها الناس».

6. الآية 19 من سورة الأنعام: «وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِانذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ».

والآيات المذكورة تخاطب الناس في جميع مناطق العالم إلى يوم القيامة ولا يوجد أيّ فرق في خطابها بين الأفراد والشعوب، لا في بُعد القومية ولا في اللون ولا في المنطقة الجغرافية وغير ذلك.

الطائفة الثانية: الآيات القرآنية التي تدلّ على خاتمية الشريعة الإسلامية وأنّ نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله هو آخر الأنبياء الإلهيين. دلالة هذه الطائفة من الآيات القرآنية على شمولية الإسلام لجميع مناحي الحياة في كلّ زمان ومكان أوضح من الطائفة السابقة.

ومن جملة الآيات التي تشير إلى هذا المعنى، الآية 40 من سورة الأحزاب:

«مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّنْ رِّجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَي‌ءٍ عَلِيماً».

الطائفة الثالثة: الآيات القرآنية التي تدلّ في مضمونها على كمال الدين الإسلامي وتمامية هذه‌

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست