responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 436

الشريعة السماوية وشمول أحكامها لجميع ما يحتاج إليه الإنسان في واقع الحياة الفردية والاجتماعية، والآية من سورة المائدة تدلّ بوضوح على هذا المعنى:

«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً».

النتيجة: إنّ إكمال وإتمام الدين يعني أنّ الإسلام قادر على تقديم الأجوبة والحلول لجميع حاجات الإنسان والمجتمع البشريّ وفي جميع أبعاد حياته في كلّ زمان ومكان، سواء من حيث البعد العبادي والروحي أم أمور التربية والأخلاق أم المسائل الاقتصادية والحقوقية، وكذلك ما يحتاجه الإنسان على المستوى الفردي والاجتماعي. فإذا قلنا بأنّ الإسلام يفتقد الحكم الشرعيّ في مورد معيّن من حاجات الإنسان في حركة الحياة، وغير قادر على إيجاد الحلول لمشاكل الإنسان في هذا المجال؛ فهذا يعني اعترافاً بأنّ الإسلام ناقص ولم يصل إلى حدّ الكمال.

وخاصّة مع الإلتفات إلى هذه النقطة وهي أنّ عدم التوصّل إلى بعض الأحكام الواقعية للإسلام، لا مانع من توصّل إلى الحكم الظاهري، ولا نجد فقيهاً يرى فقدان الحكم الشرعي بالنسبة لموضوع معين أو لواقعة معينة ولو في حدّ الحكم الظاهري، وبالتالي يقول بالحرية المطلقة للمكلّفين.

ومع الالتفات إلى كلّ ما تقدّم، وبملاحظة أنّ المسائل المستحدثة كثيرة في مختلف الأبواب الفقهية في هذا العصر ولم يتطرّق القدماء إلى بحثها في كتبهم الفقهية (لأنّها لم تكن مورد ابتلاء في ذلك الزمان) ولم يرد فيها نصّ بالخصوص في الآيات القرآنية وروايات المعصومين عليهم السلام، نجد أنفسنا مضطرّين إلى التحقيق في هذه المسائل من موقع العمق والنقد والمطالعة في تفاصيلها وجزئياتها لنتمكّن بالتالي من الإجابة الصحيحة والمقنعة.

3. نماذج من المسائل المستحدثة

كما أشرنا آنفاً أنّ المسائل المستحدثة كثيرة جدّاً ومتناثرة في أبواب فقهية مختلفة ولكن بعض أهمّ هذه المسائل في العصر الحاضر كالتالي:

أ) المسائل المستحدثة في مجال الطبّ‌

1. التشريح:

هل يجوز لطلاب الجامعات في فرع الطبّ أن يقوموا بتشريح جسد الميّت المسلم؟ وخاصّة بعد ما ورد في الرواية الشريفة:

«إِيّاكُمْ وَالْمُثْلَةَ وَلَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ» [1].

وفي حالة عدم جواز التشريح شرعاً، فإنّ ذلك يؤدّي إلى عدم تمكّن هؤلاء الطلّاب والأطباء من القيام بعمليات جراحيّة، وسائر أشكال المعالجة الطبّية للمرضى، لأنّ العمل في هذا السلك وخاصّة في قسم العمليات الجراحية يكون مشكلًا وعسيراً جدّاً بدون ممارسة التشريح في مرتبة سابقة.

2. زرع الأعضاء:

هل يجوز قطع بعض أعضاء الإنسان، الحيّ أو الميّت، كالقلب والكلية والعين وأمثالها، ثمّ زرعها ووصلها ببدن إنسان حيّ آخر؟

وخاصّة إذا كان العضو المقطوع (سواء من بدن إنسان حيّ أم ميّت) غير طاهر، وبالتالي يواجه الإنسان مشكلة في بيعه وشرائه والصلاة فيه؟


[1]. وسائل الشيعة، ج 19، الباب 62 من أبواب القصاص في النفس، ح 6؛ نهج البلاغة، الرسالة 47.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست