responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 164

الأئمّة المعصومون عليهم السلام للناس فلم يكن من باب إكمال الدين ورفع نقائصه، بل من باب إبلاغ الدين الذي وصل إلى مرتبة الكمال في زمان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ولا يمثّل ذلك رأيهم الشخصيّ حتى يقال أنّهم يعملون على إكمال الدين، وهذا المعنى ورد في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:

«لو أنّا حدّثنا برأينا ضَلَلنا كما ضَلّ مَن كان قَبلنا ولكنّا حدَّثنا ببيِّنةٍ من ربّنا بيَّنها لِنَبيِّه فَبيَّنها لنا» [1].

وفي رواية سماعة، وهو أحد أصحاب سابع الأئمّة موسى بن جعفر عليهما السلام أنّه قال: «قلت له: أكلُّ شي‌ءٍ في كتاب اللَّه وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله، أوتقولون فيه؟ قال:

«بَل كُلّ شي‌ءٍ في كتاب اللَّه وسنّةِ نبيّه» [2]

وفي رواية أخرى:

«لسنا

من: أرأيت في شي‌ء» [3]

(يعني أنّ كلّ ما وصل إليهم فهو من النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله).

وجاء في رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام قال لجابر بن يزيد الجعفي:

«يا جابر! لو كُنّا نُفتي الناس برأينا وهَوانا لكنّا مِن الهالكين» [4].

على أيّة حال فإنّ عقيدة مدرسة أهل البيت عليهم السلام هي أنّ‌الإمام عليه السلام هو خازن العلم الإلهيّ وحافظ الشرع ووارث نبيّ الإسلام، وحافظ سرّ اللَّه وحامل كتاب اللَّه والداعي إلى اللَّه. والأئمّة هم الذين:

«لَايَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ»

أي أنّهم لا يتخطّون الأوامر والتعاليم الإلهية، بل يعملون بأمره، «وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» [5].

وينقل ابن سعد في طبقاته عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام عندما سئل: ما لك أكثر أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حديثاً؟ فقال:

«إنّي كنتُ إذا سألتُه أنبَأني، وإذا سَكتُّ إِبتدَأني. ما نَزلت آيةٌ إلّاوقد علِمتُ فيما نَزلت وأين نَزلت» [6].

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لأميرالمؤمنين عليّ عليه السلام: «يا عليّ ما أُملي عليك؟ قلت: يا رسول اللَّه! أتخاف عليَّ النسيان؟! قال: لا، وقد دعوت اللَّه أن يجعلك حافظاً ولكن أُكتب لشركائك، ... وهذا أوّلهم وأشار إلى الحسن، ثمّ قال: وهذا ثانيهم وأشار إلى الحسين ثمّ قال: والأئمّة من ولده» [7].

ومع الأخذ بنظر الاعتبار الرواية الأخيرة، يتّضح الجواب عن إشكال آخر، وهو ما يقال من أنّ الكثير من أحاديث الشيعة قد نقلت عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام والأئمّه الذين جاءوا من بعدهما، وهؤلاء لم يدركوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وحينئذٍ فإنّ أحاديثهم «مرسلة» من حيث السند، أي أنّ الأشخاص الذين كانوا واسطة في نقل الأحاديث بين النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله والأئّمة والذين لم يدركوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مجهولون، ومعلوم أنّ الخبر المرسل غير حجّة.

والجواب: بالنسبة للروايات التي يتّصل سندها إلى الأئمّة عليهم السلام كالإمام الصادق عليه السلام فإنّ السند معلوم وذلك أنّه ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال لهشام بن سالم و حماد بن عثمان وآخرين:

«حديثي حديثُ أبي، وحديثُ أبي حديثُ جدّي وحديثُ جدّي حديثُ الحسين وحديثُ الحسين حديثُ الحسن وحديثُ الحسن حديثُ أميرالمؤمنين عليهم السلام وحديثُ‌


[1]. بصائر الدرجات، ص 319؛ بحار الأنوار، ج 2، ص 172. وورد نظير هذه الرواية في كنز العمّال، ج 13، ص 164 عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام.

[2]. بصائر الدّرجات، ص 321؛ بحار الأنوار، ج 2، ص 174.

[3]. الكافي، ج 1، ص 58.

[4]. جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 38؛ بحار الأنوار، ج 2، ص 172.

[5]. سورة الأنبياء، الآية 27.

[6]. طبقات ابن سعد، ج 2، ص 338.

[7]. ينابيع المودّه، ج 1، ص 73.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست