responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 163

لِنَبِيِّه فَبَيَّنَها نَبِيُّه لَنا» [1].

ولكنّ الأساس في حجيّة سنّة أهل البيت عليهم السلام قبل كلّ شي‌ء هو ما ورد في «حديث الثقلين» الذي يقرّر أنّ التمسّك بالعترة واجب إلى جانب التمسّك بالقرآن الكريم، وهذا الحديث الشريف متواتر بين أهل السنّة والشيعة وقد نقله 36 رجلًا من الصحابة [2]، وذكره 180 عالماً ومحدّثاً من أهل السنّة فقط، وفي بعض طرق هذا الحديث ورد أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله قاله في حجّة الوداع.

وفي بعض آخر أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قاله في المدينة في مرضه الذي توفّي فيه، وفي رواية أخرى أنّ‌النبيّ صلى الله عليه و آله قاله بعد حجّة الوداع في غدير خم، وطبقاً لرواية رابعة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قاله بعد عودته من الطائف، وهذا يدلّ على أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قاله في مناسبات مختلفة لغرض بيان أهمية الكتاب والعترة [3].

على أيّة حال، فإنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله في هذا الحديث الشريف أوجب التمسّك بالعترة كما أنّ التمسّك بالقرآن واجب، وقرّر أنّ هذا التمسّك يصون المسلمين من الوقوع في متاهات الضلال والسقوط في منزلقات الانحراف، وكذلك ما ورد في روايات أخرى في تشبيه أهل البيت عليهم السلام بأمان لأهل الأرض‌ [4] وسفينة النجاة [5]، ومصادر هذه الروايات مأخوذة من كتب أهل السنّة.

بعض المناقشات فيما يتّصل بحجّية سنّة أئمّة أهل البيت عليهم السلام:

إنّ أهمّ الإشكالات التي أوردوها على حجّية أحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام، ثلاثة:

الإشكال الأوّل: إنّ الدّين قد كمل في عصررسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو ما يستفاد من آية «إكمال الدين»:

«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» [6].

وكذلك ما ورد في الحديث النبويّ:

«ما مِنْ شي‌ء يُقرّبُكُم إلى الجنَّةِ ويُباعِدكم من النّار إلّا وقد أمَرتُكم به، وما مِن شي‌ءٍ يُباعِدكم من الجنَّةِ ويُقرِّبكم من النّار إلّاوقد نَهَيتُكم عنه» [7].

وهذا يعني أنّ جميع الواجبات والمحرّمات التي تنتهي إلى الجنّة والنار قد بيّنتها لكم. وعلى هذا الأساس لا يبقى في الدين نقص في أحكامه حتّى يقال بأنّ سنّة الأئمّة جاءت لإكمال هذا النقص، إذن لا يمكن قبول مصدر آخر للتشريع غير ما صدر من اللَّه ورسوله، لأنّ الالتزام بهذا المعنى هو اعتراف بنقص الدين في عصر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وفي حياته.

الجواب: إنّ إكمال الدين في زمان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمر قطعيّ ومسلّم، ولكن يجب تشخيص المراد من إكمال الدين.

أوّلًا: إنّ هذا الإشكال يرد قبل كلّ شي‌ء على الذين يعتقدون بحجّية قول الصحابة وحجّية القياس والاستحسان ووجود منطقة الفراغ في الدين والاجتهاد بالرأي فيما لا نصّ فيه، فهؤلاء يجب عليهم أيضاً رفع التضادّ الموجود بين اعتقادهم هذا وبين آية إكمال الدين.

ثانياً: إنّ إكمال الدين يختلف عن مسألة إبلاغ الدين، فالدين في زمان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صار كاملًا، وأمّا ما بيّنه‌


[1]. بصائر الدرجات، ص 319؛ بحارالانوار، ج 2، ص 173، ح 7.

[2]. جامع أحاديث الشيعة، ج 1، ص 46 وما بعده.

[3]. الصواعق المحرقة، ص 150.

[4]. المصدر السابق، ص 151 و 234؛ مستدرك‌الحاكم، ج 3، ص 149.

[5]. الصواعق المحرقة، ص 150.

[6]. سورة المائدة، الآية 3.

[7]. الكافي، ج 2، ص 74؛ كنز العمّال، ج 4، ص 24، ح 9316.

نام کتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست