5. الإجابة عن الشبهات في ما يتّصل بالفقه.

6. الإهتمام البالغ بآيات الأحكام.

7. التوجّه الخاص لفلسفة الأحكام (في كلّ باب يمكن التوصّل إليه).

والجدير بالذكر أنّ دائرة المعارف هذه قد دوّنت على أساس الترتيب السائد والتقليدي لأبواب الفقه وليست على شكل (الف باء)، بالرغم من وجود فهرسة ألفبائية للموضوعات في نهاية كلّ جزء منها، وكذلك في ختام دائرةالمعارف بشكل جامع، ليتمكن المحقّقون من تحصيل الموضوعات التي يحتاجونها بيسر.

إنّ «موسوعة الفقه الإسلامي المقارن‌» تدوّن بواسطة جماعة من العلماء الفضلاء تحت إشراف آية اللَّه مكارم الشيرازي (مدّ ظلّه العالي). بأمل أن تكون خطوة أساسية في نشر الفقه الإسلامي بأسلوب جديد وشامل وجامع، وتكون مورد استفادة المحقّقين والباحثين (وهذا الكتاب هو أحد عناصر دائرة المعارف هذه).

ملاحظة مهمّة:

هنا نرى من الضروريّ التذكير بهذه النقطة، وهي أنّ ورود الفقه في فضاء الحكومة والمسائل الاجتماعية المتعلّقة بها ليس بمعنى تسييس الأحكام الدينية وخضوعها لظاهرة العلمنة، أي أن نتحرّك في دراسة المسائل الفقهية من موقع تطبيق الأحكام الشرعية على ميول الأفراد، وخاصّة المتأثّرين بالفكر الغربي، وبذلك يكون الفقه في المرتبة الأولى سياسياً، ثمّ في المرتبة الثانية دينياً وإسلامياً، أو بعبارة أخرى: إنّ الكثير من الأحكام الفقهية والشرعية تتعلّق بالزمان القديم وينبغي استبدالها بما يتناسب من الأحكام والقوانين المعاصرة.

وللأسف فإنّ بعض العلماء المعاصرين الذين لا يملكون معرفة فقهية عميقة تورّطوا في هذا المنزلق الفكريّ وشكّكوا في أصالة الفقه الإسلامي، وقد تنبّه الإمام الخميني قدس سره لمثل هذا الانحراف عن جادّة الفقه الإسلامي الأصيل ولذلك كان يؤكّد على دراسة الفقه المعاصر على أساس مباني الفقه الجواهري (إشارة لكتاب‌ «جواهرالكلام» للمرحوم الشيخ محمّد حسن النجفي رحمه الله) وإبقاء الأصول والقواعد الفقهية المحكمة على حالها [1] ولا ينبغي التأثّر في عملية التفقّه بذوق واستحسان المتأثّرين بالغرب وأفكارهم وسياستهم.

إنّ الوظيفة الإلهيّة لجميع فقهاء الإسلام هي حفظ الفقه الأصيل في هذا العصر وفي ذات الوقت الإجابة عن المسائل المستحدثة ومقتضيات العصر والزمان.

وسيأتي توضيح أكثر في هذا المجال في بحث دور الزمان والمكان في الاجتهاد الفقهيّ من هذا الكتاب.

المراحل الستّ لفقه أهل السنّة

يختلف المحقّقون والعلماء الذين يبحثون المراحل الفقهية لأهل السنّة فيما بينهم حول عدد وكيفية تقسيم هذه المراحل التاريخية.

ويذهب الأستاد محمّد مصطفى الشلبي في كتابه‌ المدخل في التعريف بالفقه الإسلامي‌، إلى‌: «هذا (بعض المؤرخين) يقسّمها إلى أربعة أدوار، وذاك‌

[1]. ورد نص كلام الإمام الخميني قدس سره بهذه الصورة: «إني أعتقد بالفقه‌المتداول والاجتهاد الجواهري، و لا اجوز التخلّف عنه» (صحيفة النور للإمام الخميني، ج 12، ص 289).