كُتبهم وذكر البعض أنّ عدد هذه الكُتب بلغ 186 كتاباً وقد رتبه بشكل موضوعي في كتابه‌ [1].

7- عقد البيعة وبعث روح جديدة في اللحظات الحرجة

بالرغم من أنّ اعتناق الإسلام والاعتقاد بالقرآن الكريم والشهادة برسالة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله تساوق الاعلان عن الإلتزام الكامل بالطاعة للنبي والوفاء له، ولكن في ذات الوقت عندما كانت الأمور تتأزم وتصل إلى مواقع خطيرة وحساسة، كان النبي صلى الله عليه و آله يدعو المسلمين لتجديد البيعة، بهذه الطريقة كان ينفخ فيهم روحاً جديدة في عملية الالتزام الديني والأخلاقي والحركة في خط الرسالة والمسؤولية.

وكما رأينا في حادثة «صلح الحديبية» أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله توجه إلى بيت اللَّه الحرام مع 1400 نفراً من المسلمين بدون أن يأخذوا معهم أسلحة وأدوات الحرب، وكانوا قد أحرموا للعمرة، ولما وصلوا إلى عدّة فراسخ من مكة «منطقة الحديبية» [2] تصدى لهم زعماء قريش ومنعوهم من دخول مكّة، وهنا بدأ تبادل الرسل بين النبي وقريش، وفي أحد المرات قامت قريش باعتقال رسول النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ولم تمض سوى فترة وجيزة حتى شاع خبر قتله بين المسلمين.

فهنا قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «لا أبرح مكاني حتى اقاتل عدوّي» [3].

وهكذا بيّن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صلابته واستعداده لقتال المشركين في حين أنّه لم يكن قد تهيأ له.

ثم جاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى شجرة فاستند إليها وبايعه المسلمون على أن يقاتلوا

[1]. انظر: إلى كتاب «الوثائق السياسية» تأليف البرفسور محمد بن حميد اللَّه، استاذ جامعة باريس؛ و «مدينة البلاغة» تأليف المرحوم الحاج الشيخ موسى الزنجاني؛ و «مكاتيب الرسول».

[2]. انظر: سيرة ابن هشام، ج 2، ص 324 وما بعدها.

[3]. تفسير مجمع البيان، سورة الفتح.