responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 34

المشركين ولا يفرّوا.

وهكذا نرى أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بهذا العمل أكّد على‌ عزم المسلمين على قتال الأعداء الذين سحقوا جميع القيم والمعايير الإنسانية، وعمل على تقوية معنويات أصحابه.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أثر عزمه الراسخ في معنويات المشركين وخلف فيهم هزّة ورهبة، إنّ المسلمين كانوا قلّة ولم يكن لهم سلاح إلّاالسيف والذي كان يعتبر في عرف العربي آنذاك من جملة وسائل السفر، وهم بعيدون عن بيوتهم بمسافة شاسعة، في حين أنّهم يواجهون قوّة عظيمة وهي قوّة قريش وأهالي مكة.

ومن هنا شعر زعماء قريش بالخوف، وتقدموا بطلب عقد معاهدة وهدنة مع النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والمسلمين، فما كان من النبي الأكرم صلى الله عليه و آله إلّاأن قَبِل ذلك لأنّ تراجع المشركين في هذا الموقف يتضمن مصالح كثيرة تترتب على مثل المعاهدة على‌ المدى‌ القريب والبعيد، وأمضى‌ معهم معاهدة «صلح الحديبية» ورجع المسلمون إلى المدينة منتصرين، وسمّيت هذه البيعة ب «بيعة الشجرة» أو «بيعة الرضوان» [1] والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم (الآية 18 من سورة الفتح).

إنّ إدارة نبي الإسلام صلى الله عليه و آله كانت اعجوبة في الحرب وفي السلم على حدّ سواء.

8- النظرة الصائبة للنبي صلى الله عليه و آله في الحرب‌

إنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله كان يمتلك تلك القدرة العجيبة في توحيد جميع القبائل العربية والشعوب الأخرى تحت راية الإسلام ولأول مرّة في تاريخ العرب، بحيث صاروا امّة واحدة، وهذا العمل العظيم أنجزه النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في مدّة 23 سنة حيث حرر جميع مناطق جزيرة العرب وطهّرها من العناصر الغريبة وأقام أركان العدالة الاجتماعية في كافة مناطق الجزيرة.

وذكر المؤرخون أنّ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله قد اشترك في العشرات من الغزوات والحروب المختلفة «الغزوة»، هي الحرب التي اشترك النبي صلى الله عليه و آله فيها، و «السرية» الحرب التي لم‌


[1]. سيرة ابن هشام، ج 3، ص 330.

نام کتاب : الإدارة و القيادة في الإسلام نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست