كتاب الفهرست هو أسبق تأليفاً من كتاب رجال الشيخ للإكثار من الإحالة في الثاني إلى الأوّل ، وعليه يمكن عدّ قوله الأخير في كتاب الرجال الموافق لقول النجاشي هو بمثابة العدول عن قوله السابق في الفهرست .
ويمكن أن يقال : إنّ قول الشيخ في الفهرست معارض لقوله في الرجال فيتساقطان ، فيبقى قول النجاشي بلا معارض .
ولقد وقفت منذ بضع سنين على نصّ صريح في كتاب أخبار الراضي للصولي المعاصر للشيخ الكليني وكان معه ببغداد ، وتُوفّي الصولي سنة 335هـ ، يصرّح فيه بوفاة الشيخ الكليني في منتصف شعبان سنة 329هـ ، وللأسف انّ هذا الكتاب لم يقع بيدي أثناء تحرير هذا التعريف بالشيخ الكليني .
مكان الوفاة :
اتّفقت جميع المصادر المعتمدة ـ الإمامية وغيرها ـ على حصول الوفاة ببغداد بباب الكوفة ، وهي إحدى أبواب بغداد من ناحية الجنوب الغربي للمدينة باتّجاه الكوفة .
وقد اشتبه كلّ من الدكتور أحمد أمين المصري ( ت/ 1373هـ ) في كتابه ضحى الإسلام (94)، والمستشرق Donaldisin في عقيدة الشيعة (95)باسم باب الكوفة ، فذكرا أنّ وفاته (قدّس سرّه الشريف) كانت في الكوفة !
الوداع الأخير :
وبعد وفاته ( رحمه اللّه تعالى ) ببغداد في الجانب الغربي منها بباب الكوفة ، درب السلسلة خرجت أعيان بغداد ووجوهها وجماهيرها لتشييع الجثمان الطاهر ، وقد أمّ الجموع المحتشدة ـ التي خرجت تودع فقيهها ومحدّثها الوداع الأخير ـ للصلاة على الجثمان الطاهر السيّد محمّد بن جعفر الحسني المعروف بأبي قيراط ، وهو من كبار علماء الإمامية ، ونقيب الطالبيّين ببغداد .