مشايخ الإجازة ، وله رسالة في علم الرجال ، فأجازه ، وتزوّج الميرزا القمي
بأُخته السعيدة من شدّة اتّصاله به ، ثم ترخّص من عنده في التوجّه إلى العتبات
العاليات في العراق.
فانتقل إلى
النجف الأشرف حيث الأُستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ، فاشتغل عليه سنوات عديدة إلى
أن بلغ في حضرته غاية من الغايات ، ونهاية من الدرايات. وقيل : إنّ الوحيد
البهبهاني في أوائل الأمر كان يصلّي بالأُجرة ويدفع ما يأخذه من هذا الطريق إلى
الميرزا القمي الذي بلغ الغاية في الفقر والفاقة ، ليُدير بها معاشه ، ويحصل له
فراغ البال عند الاشتغال بطلب العلم ، ثم إنه قدسسره أجاز له في الرواية والاجتهاد ، ومعروف أنّ الميرزا
القمي جاء بعد وفاة الوحيد البهبهاني بكربلاء إلى باب بيت الوحيد أوّلاً فقبّلها ،
وبعدها ذهب إلى زيارة الإمام الحسين (ع).
وقيل : إنّه
دخل النجف ولم يناهِز العشرين عاما ، ويستفاد ذلك من بعض إشعاره بالفارسيّة ،
والذي جاء فيه :
.. بهر زماني كه شدم داخل فيض
عقل فتا«به
جنان قاسم حي هشت قدم»
وكتب بعده :
يوجد نكتة في تضمين كلمة «حي» فلا يُعترض على ذلك.
وحساب جملة «به
جنان ..» الذي هو تاريخ وروده النجف ١١٧٤ ه ، وحساب كلمة «حي» ١٨ ، فيكون دخوله
النجف في عام ١١٧٤ ه ، عند ما كان عمره ١٨ سنة ، وفي هذه السنة شرع بالاشتغال عند
الأُستاذ الأكمل الوحيد البهبهاني ، وهذه الفترة هي الفترة التي استفاد فيها أعظم
الاستفادة ، وتحمّل فيها القسط الأوفى من العلم والترقّي فكانت منعطفاً كبيراً في
حياته العلميّة.
وبعد أن أخذ
قسطاً وافياً من العلوم ، وبلغ مرتبة عالية في أنواع الفنون عاد إلى إيران إلى
موطن أبيه (درّ باغ) وهي قرية من قرى جابلاق.
ولكن لما كانت
هذه القرية صغيرة وأسباب المعاش فيها محدودة ، انتقل منها إلى