responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 81

قلنا إن الحياة بعد النقلة عن هذه الدار تعم أهل الكفر و الإيمان لم يفسد ذلك علينا أصلا في الدين و كانت الحياة لأهل الإيمان شرطا في وصول اللذات إليهم و الحياة لأهل الكفر شرطا في وصول الآلام إليهم بالعقاب‌ [1].

[ما الحجاب في الآية أو من وراء حجاب‌]

(المسألة السادسة و العشرون) و سأل فقال خبرني‌ [2] عن قول الله تعالى‌ وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‌ [3] فالوحي قد عرفناه فما الحجاب و هل يقع الحجاب إلا على محدود و كيف صورة الكلام.

و الجواب‌ [4] أن الوحي الذي عناه الله تعالى في هذه الآية ما سمعه الرسول بغير واسطة و المسموع من وراء الحجاب هو الكلام الذي تؤديه‌ [5] الوسائط إلى الرسل و البشر من غيرهم و ليس الحجاب المعني في هذه الآية هو الشي‌ء الذي يستر المتكلم عمن كلمه و يجول بينه و بين مشاهدته كما ظنه السائل لكنه ما وصفناه من الرسل و الوسائط بين الخلق و بين الله تعالى فشبههم بالحجاب الذي يكون بين الإنسان و بين غيره عند الكلام فيسمعه من ورائه و لا يرى المتكلم من أجله و العرب تستعير للتشبيه و التمثيل و لا تضع ذلك موضع الحقائق إذ لو وضعته موضع الحقيقة لم تكن مستعيرة للأمثال و قد قال الله عز اسمه‌ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ‌ [6].

(فصل) و أما قوله كيف صورة الكلام فالكلام أيضا مما لا صورة له لأنه عرض لا يحتمل التأليف و الصورة هي ذات التأليف غير أنا نراه أراد بالصورة الحقيقة


[1]- رض: بالعذاب.

[2]- رض، مر: أخبرنى.

[3]- سورة الشورى (42): 51.

[4]- رض، مل: فصل. و الجواب.

[5]- حش، مل، مر، رض 2: يؤدّيه.

[6]- سورة العنكبوت (29): 43.

نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست