responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 33

وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبالُ وَ الشَّجَرُ [1] و قال هذه كلها جمادات لا حياة لها [2] فكيف تكون ساجدة لله و ما معنى سجودها المذكور.

و الجواب و بالله التوفيق أن السجود في اللغة التذلل‌ [3] و الخضوع و منه سمي المطيع لله ساجدا لتذلله بالطاعة لمن أطاعه و سمي واضع جبهته على الأرض ساجدا لمن وضعها له لأنه تذلل بذلك له و خضع و الجمادات و إن فارقت الحيوانات بالجمادية فهي متذللة لله عز و جل من حيث لم تمتنع من تدبيره لها و أفعاله فيها و العرب تصف الجمادات بالسجود و تقصد بذلك‌ [4] ما شرحناه في معناه أ لا ترى إلى قول الشاعر و هو زيد الخيل.

بجمع تضل البلق في حجراته‌* * * ترى الأكم فيه سجدا للحوافر

أراد أن الأكم الصلاب في الأرض لا تمتنع من هدم حوافر الخيل لها و انخفاضها بها بعد الارتفاع و قال سويد الشاعر

ساجد المنخر لا يرفعه‌* * * خاشع الطرف أصم المستمع‌

و التذلل بالاضطرار و الاختيار لله عز اسمه يعم الجماد و الحيوان الناطق و المستبهم معا فالمتذلل لله تعالى بالاختيار و الفعل من نفسه‌ [5] هو الحي العاقل المكلف المطيع و المتذلل له بالاضطرار هو الحي المستبهم و الناطق الناقص عن حد التكليف و الكامل الكافر أيضا.

و الجمادات جميعهم مصرف بتدبير الله تعالى و غير ممتنع من أفعاله به و آثاره فيه فالكل إذا سجد لله جل اسمه متذلل له خاضع على ما بيناه و هذا ما لا يختل معناه على من له فهم باللسان.


[1]- سورة الحجّ (22): 18.

[2]- مر، رض 2:+ و لا نطق.

[3]- رض: هو التذلّل و الخشوع. مل، مر، رض 2: هو التذلّل.

[4]- «بذلك» ساقطة من رض.

[5]- مر، رض 2: باختيار و عقل.

نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست