نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 32
لا يجوز أن يأكله الذئب [1] مع إجماعنا على أن لحوم الأنبياء محرمة على الوحش الجواب و بالله التوفيق أن يعقوب ع تأول رؤيا يوسف ع على حكم رؤيا البشر التي يصح منها و يبطل و يكون التأويل لها مشترطا بالمشيئة [2] و لم يكن يوسف ع [3] في تلك الحال [4] نبيا يوحى إليه في المنام فيكون تأويلها على القطع و الثبات فلذلك لم يجزم على ما اقتضته من التأويل و خاف عليه أكل الذئب عند إخراجه مع إخوته في الوجه الذي التمسوا إخراجه معهم فيه و ليس ذلك بأعجب من رؤيا إبراهيم ع في المنام و هو نبي مرسل و خليل للرحمن [5] مصطفى مفضل أنه يذبح ابنه ثم صرفه الله تعالى عن ذبحه و فداه منه بنص التنزيل مع أن رؤيا المنام أيضا على شرط صحة تأويلها و وقوعه لا محالة ليس بخاص لا يحتمل الوجوه [6] بل هو جاري مجرى القول الظاهر المصروف بالدليل عن حقيقته إلى المجاز و كالعموم الذي يصرف عن ظاهره إلى الخصوص بقرائنه من البرهان و إذا كان [7] على ما وصفناه أمكن أن يخاف يعقوب [8] على يوسف ع من العطب قبل البلوغ و إن كانت رؤياه تقتضي على ظاهر حكمها بلوغه و نيله النبوة و سلامته من الآفات و هذا بين لمن تأمله و الله الموفق للصواب.
[كيف تسجد النجوم و الشمس و القمر و الجبال كما ورد في القرآن]
(المسألة الرابعة) و سأل هذا السائل [9] عن قوله تعالى وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ[10] و قوله أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي[11]الْأَرْضِ
[1]- «و قد علم أنّه ... أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ» غير موجودة في رض و مل.