responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 114

وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ‌ [1] و هو تعالى لم يقل للسماء و الأرض قولا صريحا ائتيا لكنه فعلهما فكان بفعله بهما [2] و تيسر ذلك عليه كالقائل لغيره ائت‌ [3] فأتاه من غير تعذر و لا تثبت و لم تقل السماء و الأرض قولا صريحا أَتَيْنا طائِعِينَ‌ بل انفعلتا بمشيئة الله تعالى و لم يتعذر صنعهما عليه فكانتا بذلك كالمجيب لمن دعاه مسرعا و أطاعه باخعا [4] و قال سمعا و طاعة و العرب تتوسع بمثل هذا الكلام في نحو ما ذكرناه.

قال الشاعر

و قالت لي‌ [5] العينان سمعا و طاعة* * * و حدرتا

[6] كالدر لما يثقب‌

و العينان لم تقل قولا على الحقيقة لكنهما أسرعتا بالدموع على وفاق إرادة صاحبهما فعبر عنهما بالقول الصريح.

و قال آخر

امتلأ الحوض و قال قطني‌* * * مهلا رويدا قد ملئت بطني‌

و قال الآخر [7]

شكا إلي جملي طول السرى‌

و هذا كقوله‌

شكا إلي بعيرة [8] و تحمحم‌

.

و المراد في ذلك كله الخبر عن الأفعال و وقوعها دون الكلام الحقيقي و هذا هو الاستعارة في الكلام‌ [9] و التشبيه و المجاز (فصل) فأما سؤاله عن العموم في ذلك و الخصوص فهو عندنا عموم في كل‌


[1]- سورة فصّلت (41): 11.

[2]- رض: لهما.

[3]- حش، رض: ائتنى.

[4]- حش: ناجعا.

[5]- رض: له.

[6]- رض: وجدتهما.

[7]- رض: الآخر.

[8]- رض: بعيرى.

[9]- أثبتناها عن حش و رض.

نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست