(و) عمل (التنجيم حرام و كذا تعلم) علم (النجوم) و الفلكيات و تعليمه
و علمه بالنظر من غير تعليم مع اعتقاد قدمها لذاتها و هو كفر الإنكار أو الاشتراك
أو لقدم علّتها أو حدوثها متصفة بالعلوم و الإدراكات و صفة الاختيار لها مع الصفات
و هذان من كفر الإنكار الضروريات أو (مع اعتقاد تأثيرها بالاستقلال) مع الحكم بأنه
بتكوين ذي العزّة و الجلال كما تترتب الحرارة على النار و تفريق البصر على ضوء
النهار (أو) على اعتقاد أن يكون (لها مدخل فيه) بأن تكون جزء المؤثر لإتمامه أو مع
اعتقاد عدمه لكنها جعلها اللّه علامات مفيدة للعلم و اليقين بترتب الأحكام و هذه
الأقسام لا كفر فيها لكن اعتقادها من الآثام، و أما اعتقاد جميع الأحوال المترتبة
على المنازل كالخسوف و الكسوف و الهلال على وجه اليقين فخطأ يعلم من الاختلاف في
كثير من الشهور و السنين و ليس معتقدِه من العاصين، و أما العلم ببعضها مع اليقين
في المأخوذ من الحس أو المظنة في كلها أو بعض الأحكام منها فليس فيه كراهة فضلًا
عن التحريم بل مندوبة و لا تندرج تحت النواهي عن التنجيم و بهذا يندفع الاضطراب في
كلام الأصحاب و يحصل الجمع بين أخبار الباب إذ لا معنى بالقول بالتحريم مطلقاً مع
إن كثير من الرواة و المحدثين ممن كانوا من خواص الأئمة المعصومين (ع) كانوا من
أكابر المنجمين فضلًا عن المتقدمين من الفقهاء و المتأخرين، و نسب أيضاً في
الأخبار إلى الأنبياء السابقين كإدريس وذي القرنين و أخبار الإذن فيه كثيرة حتى
نقل عن الكاظم (ع) مدحه. و في الكتاب بقوله تعالى
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ في