الحمد لله الذي اشتق نور الوجود من ظلمة العدم، و جعل دين محمد (ص)
بين الأديان كنارٍ على علم، و أمّته وسطا لتشهدوا على الخلائق من جميع الأمم، و
صلّى اللّه على نبيّه و آله سادات العرب و العجم.
أمّا بعد:
فإنّه كان يختلج في خاطري برهةٌ من الزمان السابق أن أشرح قواعد
العلامة (رحمه اللّه) شرحاً بها لائق، و لنظم عباراتها موافق، فمنعتني صروف
الحدثان عن الخوض بذلك حتى منَّ اللّه تعالى عليَّ بالرجوع من خراسان، و سألني ذلك
بعض الأعيان من أكابر المحصّلين من الأخوان، فشرعت فيه معتمداً على الملك العلّام
أن يمنَّ عليَّ بالتوفيق للإتمام.