بقائها على حالها وجهان أقربهما ذلك. و في
الأخبار ما يدل على منعه و حمله على الكراهة لأنه خلاف الأصل و ظاهر الأكثر أقوى و
ليس مما صنع للحرام حتى يلزم إتلافه بل من الصنع الحرام و ليس من المحظور تصوير
البيضة و العلقة و المضغة و بذر القزّ و الأقوى إلحاق صورة الملَك و الجن بالحيوان
و القول بوجوب منع الصبيان عنه لا يخلو من قوة.
الغناء
(و الغناء) من مقولة الأصوات كما يظهر من كثير من اللغويين و الفقهاء
أو كيفياتها كما يظهر من الأكثر من الجانبين و لعلّه الأقوى و ليس اختلاف كلامهم
في تفسيره حيث قيل مدّ الصوت أو ترجيعه أو إطرابه أو تحسينه أو رفعه و موالاته أو
مدّه و تحسينه أو مدّه و ترجيعه أو تحسينه و ترقيقه أو ترجيعه و إطرابه إلى غير
ذلك أو الصوت مقيّداً بالطرب أو الرفع و الموالاة أو الترجيع و الإطراب إلى غير
ذلك مبنياً على التعارض حتى ينظر في التعادل و يرجّح الأكثر أو الأبصر أو على
الجميع فيؤخذ بالجامع للصفات لأنّه المتيقّن، و الأصل جواز ما عداه أو الجميع
عملًا بقول المُثبِت فيما أثبته و رداً للنافي فيما نفاه بل إنما قصدهم كما لا
يخفى على من مارس كلامهم في بيانهم لمعاني الألفاظ الشائعة المشهورة الدوران حول
العرف و الإشارة إليه و بيان المعنى العام ليحترز عن إدخاله في جنسٍ آخر كبيان إن
الغناء من مقولة الأصوات و كيفياتها أو سعدانة من مقولة النبات و نحو ذلك. لذا ترى
بينهم معركة و نزاعاً مع اختلاف العبارات و تفاوت الكلمات فلم يبقَ سوى الرجوع إلى
العرف الذي هو المرجع و المفزع في فهم المعاني من المباني و هو لا يكال بمكيال و
لا يوزن بميزان فقد تراه يرى تحقق الغناء في صوت خال عن الحسن