نام کتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام نویسنده : كامل سليمان جلد : 1 صفحه : 39
حتى يبعث اللّه رجلا منّا أهل البيت، يعمل بكتاب اللّه، لا يرى منكرا إلا أنكره [1] .
(و قد حذر بعض أصحابه مرة في حديث طويل قائلا: ) .. و من أبغضنا و ردّنا أو ردّ واحدا منّا، فهو كافر باللّه و بآياته [2] . (و قال لجماعة من أصحابه ظنّوا أنه القائم بالأمر: )
-يزعمون أني المهدي، و إني إلى أجلي أدنى مني إلى ما تدّعون [3] . (أي أنه قارب نهاية عمره الشريف، لأن القائم عليه السّلام يظهر و هو أقرب إلى سن الشباب منه الآن.. ثم سئل ثانية: هل هو القائم؟. فقال: )
-كيف أكون أنا و قد بلغت خمسا و أربعين سنة؟. إن صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللّبن مني، و أخف على ظهر الدابة [4] ..
(و لجوابه مفهومان: أحدهما بسيط ربما كان قد فهمه سائله يومئذ، و الثاني يفهمه أهل هذا العصر على صعيد موضوعيّ جديد ما كان ليتسنى لغيرهم من القدماء فهمه. فالقائم يخرج و كأنه أصغر سنّا من جده الباقر كما روي متواترا.
و لكنه ليس أخف على ظهر الدابة من حيث خفّة الوزن و حجم الجسم، بل من حيث معنى لفظة: الدّابة، حين نفسره تفسيرا يلائم عصر ظهوره، و يلائم تطور وسائل النقل فيه.. فالدابّة-اليوم-أقوى في النهوض و أسرع في السير و طيّ المسافات، ابتداءا من السيارة و ذهابا إلى الطائرة التي تحمل مئات الأطنان و لا تحس بوزن جسم الإنسان كوسيلة للركوب. و هي هي الدابّة المقصودة التي يكون أخفّ على ظهرها.
و من ضيق التفكير أن نقف عند حرفية الألفاظ، بل من الجمود الأكيد أن نبقى نفكر بمستوى من سمع هذه الألفاظ منذ ألف و مئات السنين مع سهولة وسائل التفسير و يسر عناصر الشرح و التقريب في أيامنا هذه.. و صحيح أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته
[1] البحار ج 51 ص 141 و 378 و بشارة الإسلام ص 246.