responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 143

ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب و بيدك أسارى، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا و من بارد الشراب فلا تسقينا و قد ضيقت علينا سجننا.

فانكب الشيخ على أقدامهما يقول: نفسي لنفسكما الفداء و وجهي لوجهكما الوقاء يا عترة نبي اللّه المصطفى، هذا باب السجن بين يديكما مفتوح فخذا أي طريق شئتما.

فلما جنهما الليل أتاهما بقرصين من شعير و كوز من ماء القراح و وقفهما على الطريق و قال لهما: سيرا يا حبيبي الليل و اكمنا النهار حتى يجعل اللّه عز و جل لكما من أمركما فرجا و مخرجا. ففعل الغلامان ذلك، فلما جنهما الليل انتهيا إلى عجوز على باب فقالا لها: يا عجوز إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق و هذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا ألزمنا الطريق.

فقالت لهما: فمن أنتما يا حبيبي فقد شممت الروائح كلها فما شممت رائحة هي أطيب من رائحتكما. فقالا لها: يا عجوز نحن من عترة نبيك محمد (صلى الله عليه و آله) هربنا من سجن عبيد اللّه بن زياد من القتل. قالت العجوز: يا حبيبي إن لي ختنا فاسقا قد شهد الواقعة مع عبيد اللّه بن زياد أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما. قالا: سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزمنا الطريق. فقالت: سآتيكما بطعام. ثم أتتهما بطعام فأكلا و شربا، و لما ولجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي انا نرجو أن نكون قد آمنا ليلتنا هذه فتعال حتى أعانقك و تعانقني و أشم رائحتك و تشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا. ففعل الغلامان ذلك و اعتنقا و ناما.

فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا، فقالت العجوز: من هذا. قال: أنا فلان. فقالت: ما الذي أطرقك هذه الساعة و ليس هذا لك بوقت؟ قال: ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي و تنشق مرارتي في جوفي جهدا لبلاء قد نزل بي. قالت: ويحك ما الذي نزل بك؟ قال:

هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد اللّه فنادى الأمير في معسكره من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم و من جاء برأسيهما فله ألفا درهم، فقد أتعبت و تعبت و لم‌

نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست