responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 93

ثم قال الحافظ: و فيه أن الحاجب إذا علم منع الآذن بسكوت المحجوب لم يأذن، و فيه مشروعية الاستيذان على الإنسان و إن كان وحده لاحتمال أن يكون على حالة يكره الاطلاع عليها، و فيه جواز تكرار الاستيذان لمن لم يؤذن له إذا رجا حصول الإذن، و أن لا يتجاوز به ثلاث مرات كما سيأتي إيضاحه في كتاب الاستيذان في قصة أبي موسى مع عمر، و لا استدراك على عمر في هذه القصة؛ لأن الذي وقع من الإذن له في المرة الثالثة وقع اتّفاقا و لو لم يؤذن له فالذي يظهر أنه كان يعود إلى الاستيذان لأنه صرح كما سيأتي أنه لم يبلغه ذلك الحكم ا ه من الفتح.

و في كتاب الأحكام من الفتح أيضا على قول البخاري باب ما ذكر أن النبي (صلى الله عليه و سلم) لم يكن له بواب قال المهلب: لم يكن للنبي (صلى الله عليه و سلم) بواب راتب، يعني: فلا يرد ما مضى في المناقب من حديث أبي موسى أنه كان بوابا للنبي (صلى الله عليه و سلم) لما جلس على القف، قال: فالجمع بينهما أنه إذا لم يكن في شغل من أهله، و لا انفراد لشي‌ء من أمره، أنه كان يرفع حجابه بينه و بين الناس، و يبرز لطالب الحاجة إليه. و قال الطبري: دل حديث عمر حين استأذن له الأسود أنه (عليه السلام) كان في وقت خلوته يتخذ بوابا، و لو لا ذلك لاستأذن عمر لنفسه ا ه انظر بقيته فيه.

تنبيه: لما قسم القرافي البدع إلى أقسام خمسة، و ذكر القسم الثالث و هو ما تناولته قواعد الندب و أدلته قال: كإقامة صور للأئمّة و القضاة و ولاة الأمور؛ على خلاف ما كان عليه الصحابة، بسبب أن المقاصد الشرعية و المصالح لا تحصل إلا بعظمة الولاة في نفوس الناس، و كان الناس في زمن الصحابة معظم تعظيمهم إنما هو بالدين، و من سابق الهجرة حتى اختل النظام، و ذهب ذلك القرن، و حدث قرن آخر لا يعظمون إلا بالصور، فتعين تفخيم الصور كي تحصل المصالح، و كان عمر يأكل خبز الشعير و الملح، و يفرض لعامله نصف شاة كل يوم، لعلمه أن الحالة التي هو عليها لو عملها غيره لهان في نفوس الناس، و تجاسروا عليه بالمخالفة، فاحتاج إلى أن يضع غيره في صورة أخرى تحفظ النظام، و لذلك لما قدم الشام وجد معاوية قد اتخذ حاجبا و اتخذ المراكب النفيسة و الثياب الهائلة العلية، و سلك ما سلكه الملوك، سأله عن ذلك فقال له: إنا في أرض و نحن فيها محتاجون لهذا، فقال: لا آمرك و لا أنهاك‌ [1]. و معناه: أنت اعلم بحالك هل محتاج إلى هذا فيكون حسنا أو غير محتاج إليه فلا يكون حسنا. فدل ذلك من عمر و غيره على أن أحوال الأئمة و ولاة الأمر تختلف باختلاف الأمصار، و الأعصار و القرون و الأحوال، فلذلك يحتاجون إلى تجديد زخارف و سياسات لم تكن قديما، و ربما وجبت في بعض الأحوال ا ه و نقله المنجور [كذا] في المنهج و أقره و زاد أن الأئمة في كلامه شمل الإمامة الكبرى و الصغرى و هو حسن جدا.


[1] رحم اللّه عمر لو كان نهاه لكان منسجما مع قولته المعروفة: نحن قوم أعزنا اللّه بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا اللّه. مصححه.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست