responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 366

(صلى الله عليه و سلم) و لم يصح أنه أمرهم بالتسبب، و إنما أمرهم بالتوكل‌ [1] ا ه و قال ابن حجر الهيثمي في شرح الهمزية على قولها في حق الصحابة:

زهدوا في الدنيا فما عرف المي * * * ل إليها منهم و لا الرغباء

الصحابة في الزهد فيها على قسمين: فأكثرهم ترك السعي في تحصيلها بالكلية و اشتغل بالعلوم و المعارف و نشرها، و بالعبادات حتى لم يبق من أوقاته شي‌ء إلا و هو مشغول بشي‌ء من ذلك، و كثير منهم حصلوها لكن كانوا فيها خزانا للّه تعالى كما مر ا ه و نقله عنه بنيس و نحوه لأبي عبد اللّه زنيبر السلوي عليها و الصاوي في تقاريره عليها، و لو كان تعبيرهم في تاركي السعي من الصحابة قاصرا على أهل الصفة لكان أقوم و إلا فالصحابة كانوا أكثرهم أهل تكسب و سعي على ما سيأتي إلا أهل الضفة و اللّه أعلم. ثم وجدت الشيخ سليمان الجمل أتى في حاشيته على الهمزية بتعبير لطيف: و ذلك أنه قال في هذا الموضع: و كان الصحابة فيها على قسمين فأكثرهم كأهل الصفة ترك السعي في تحصيلها بالكلية و اشتغل بالعلوم و المعارف و العبادات و كثير منهم حصلها ا ه و وجدت الشيخ محمد ابن عبد الرحمن الصومعي التادلي عبر في شرحه على الهمزية بما هو أسلم فقال: فمنهم من أعرض عنها بالكلية و أشتغل بالعلوم و المعارف، و منهم من سعى في تحصيلها و حصلها بقدر نفع الغير بها ا ه و إنما جلبت النقول هنا في انقطاع أصحاب الصفة عن التكسب لتهجم متهور عليهم (رضي الله عنهم)، فنسب لهم أيضا الجري وراء الدنيا معه و هو غالط أو متغافل عن نص القرآن في الواقعة و ذلك قوله تعالى في حقهم: (لا يستطيعون ضربا في الأرض) و في حواشي الشمس ابن عابدين الحنفي الدمشقي على الدر المختار، نقلا عن المصفي: الجلوس في المسجد للحديث مأذون فيه شرعا لأن أهل الصفة كانوا يلازمون المسجد، و كانوا ينامون و يتحدثون و لهذا لا يحل لأحد منعه، كذا قي الجامع البرهاني.

فيؤخذ منه أن الأمر الممنوع منه إذا وجد بعد الدخول مقصدا لعبادة لا يتناوله ا ه.

و في أس المقاصد في تعظيم المساجد للشيخ علوان بن عطية الحموي: إن بعضهم تعلل عليه في نهيه عن الكلام في المسجد بأحوال أهل الصفة في زمانه (عليه السلام) فقال؛ انظر أيها الأخ و تعجب ممن يقيس على أولئك الصحابة الأخيار هؤلاء الحثالة الأشرار! أ ترى كان اجتماع أهل الصفة على الحظوظ النفسانية، و الأخلاق الشيطانية، و اللهو و اللعب و الضحك و المزاح، و حديث الدنيا؟ ا ه.

و قد اعتنى بجمع أسامي أصحاب الصفة و مناقبهم و أحوالهم ابن الأعرابي، و السلمي في كتاب تاريخ أهل الصفة، و الحاكم و الإكليل، و أبو نعيم في الحلية، فزادوا عنده على‌


[1] أقول: في عصر الرسول (صلى الله عليه و سلم) كانت وسائل العمل ضيقة فلم يأمرهم بالتسبب و أما إذا تغيرت الأحوال فالتسبب أولى من انتظار الصدقات بدليل قوله (صلى الله عليه و سلم): اليد العليا خير من اليد السفلى، و بقية النصوص التي تحص على السعي و الكسب. مصححه.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست