responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 352

و في المواهب كان رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) يراعى صفات الأطعمة و طبائعها، و يراعي استعمالها على قاعدة الطب، فإذا كان في أحد الطعامين ما يحتاج إلى تحسين و تعديل لحرارته كسره و عدله، و هذا أصل كبير في المركبات و الأدوية، و إن لم يجد ذلك تناوله على حاجة و داعية من غير إسراف ا ه.

و في آخر الجيش العرمرم الخماسي لأبي عبد اللّه أكنسوس المراكشي: شرع سيد المتوكلين التداوي، و كان يستعمله في نفسه و يأمر به غيره، حتى قيل: إن القدر التي تطبخ فيها أدويته (عليه السلام) لا تكاد تنزل عن النار ا ه منه.

و في سنن أبي داود [1] عن سعد و هو ابن أبي وقاص قال: مرضت فأتاني النبي (صلى الله عليه و سلم) يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها في فؤادي، فقال إنك مفئود أي مريض بفؤادك، ائت الحرث بن كلدة أخا ثقيف، فإنه رجل يتطبب أي يعرف الطب مطلقا، أو هذا النوع من المرض، فيكون مخصوصا بالمهارة و الحذاقة. قاله شارح السنن.

قال الحافظ الذهبي في التجريد، لما ترجم للحرث: قيل إنه عالج سعدا في حجة الوداع، و كان النبي (صلى الله عليه و سلم) فيما ذكره ابن سعد بلا سند يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيسأله عن علته ا ه وقع ذلك في طبقات ابن سعد ص 372 ج 5.

و قال ابن طرخان بعد أن ذكر قصة أكل الحارث بن كلدة مع أبي بكر، و قوله له:

أكلنا سم سنة و إنهما ماتا في يوم واحد. و كان الحارث بن كلدة طبيبا من أفاضل أطباء العرب من أهل الطائف، رحل إلى أرض فارس و أخذ الطب عن أهل تلك الديار، و من أهل جندي سابور و غيرها في الجاهلية، و أجاد في هذه الصناعة، و طبّ بأرض فارس و حصل له بذلك مال كثير، و شهد من رآه ببلد فارس بعلمه و شاع اسمه بينهم، ثم رجع إلى بلاده و اشتهر طبه بين العرب، و أدرك الإسلام و كان رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيستوصفه ا ه.

و قال ابن القيم في الهدى النبوي: عن الحارث المذكور أنه طبيب العرب. بل أطبهم. و كان فيهم كأبقراط في قومه ا ه.

و أخرج ابن منده من طريق اسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال: مرض سعد فعاده النبي (صلى الله عليه و سلم) فقال: إني لأرجو أن يشفيك اللّه، ثم قال للحارث بن كلدة: عالج سعدا.

قال ابن سعد: لا يصح إسلام الحرث قال ابن عبد البر في الاستيعاب: فدل ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله ا ه.

و نقله الحافظ المنذري في اختصار السنن، و الوزير أبو الحسن بن يوسف القفطي في‌


[1] كتاب الطب 4/ 207 باب في تمرة العجوة.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست