responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 253

و في الحطّاب عن التادلي أنه قال: و يجب أن لا يواصل من لم ترج مودته و ائتلافه، و إن طلبك في المواصلة لأن فائدة المواصلة إنما هو تطييب القلوب، و أما من يظهر الود و يكتم البغض فيجب هجرانه ا ه و في ألغاز ابن فرحون عن أبي بكر الوراق في جامع مختصره الكبير: أن الرجل إذا علم من إنسان أنه يستثقل سلامه فإنه يجوز له ترك السلام عليه، و لا يدخل في الهجرة المنهي عنها ا ه انظر كتاب الجامع من درة الغواص.

عندي في مجموعة رسالة للحافظ السيوطي سماها: الزجر في الهجر، نحو كراسة ملأها نقلا و إسنادا فيما يرجع للتهاجر في اللّه، و في هجر أهل البدع في الأعمال، أو الأقوال أو الاعتقاد من الصحابة، و التابعين فمن بعدهم، صدّرها بقصة كعب و أصحابه و قال فيها؛ جمع بعضهم أسماء من كان يزجر بالهجر من الصحابة فذكر منهم: عائشة و حفصة و سعد بن أبي وقاص و عمار بن ياسر و عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف و غيرهم. انظرها وقف على صدر جواهر العقدين في فضل الشرفين للسيد السمهودي تر عجبا لكن قال الشيخ جسوس لدى كلامه على هجران المبتدع: إذا كان لا يصل إلى عقوبته و لا يقدر على موعظته لكن يخاف منه إذا هجره و ترك مخالطته كان له مخالطته.

باب في معاملته (صلى الله عليه و سلم) للمستحق بالتعبيس و نحوه‌

في الموطأ و غيرها عن هشام بن عروة عن أبيه موقوفا، و وصله الترمذي من طريق سعد بن يحيى الأموي، عن أبيه عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت أنزلت «عبس و تولّى» في عبد اللّه بن أم مكتوم، جاء إلى رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) يقول: يا محمد أرشدني و عنده رجل من عظماء المشركين، في مسند أبي يعلى، أنه أبي بن خلف، و في تفسير ابن جرير أنه كان يناجي عتبة بن ربيعة، و أبا جهل بن هشام، و العباس بن عبد المطلب، فجعل النبي (صلى الله عليه و سلم) يعرض عنه و يقبل على الآخر و يقول يا أبا فلان هل ترى بما أقول بأسا فيقول: لا و الدماء لا أرى بما تقول بأسا فأنزلت: (عبس و تولى أن جاءه الأعمى) [1].

قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره في سورة عبس: الظاهر أنه كان (صلى الله عليه و سلم) مأذونا له أن يعامل أصحابه على حسب ما يراه مصلحة، و كيف لا يكون ذلك، و هو إنما بعث ليؤدبهم و يعلمهم محاسن الآداب، و إذا كان ذلك كذلك، كان التعبيس داخلا في تأديب أصحابه فكيف وقعت المعاتبة؟ أي في قوله تعالى: (عبس و تولى أن جاءه‌


[1] انظر الموطأ، كتاب القرآن ص 203 ج 1 رقم الحديث 8.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست