responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 242

عليه الليل حاسب نفسه، و ربما ضرب نفسه بالدرة قال: و لعلها عود في رأسه سوط ا ه؛ و كلام الفقهاء في باب الشرب صريح في المغايرة بينها و بين السوط: ففي المواق لدى قول خليل: و الحدود بسوط من المدونة. و لا يجزي الضرب في الحدود بقضيب و شراك و لا درة، و لكن السوط، و إنما كانت درة عمر للأدب ا ه و نحوه للحطاب و غيره.

و أغرب صاحب الفتح الرباني في عنق المعترض على القطب الجيلاني حيث قال:

كان عمر كثيرا ما يؤدب الناس بالسوط المشهور بالدرة، و هو بكسر الدال: جلد مركب بعضه على بعض ا ه و مثله في الغرابة ما وجدته بخط الشيخ مصطفى بن محمد البناني المصري على هامش تأليفه: روضة الطالبين لأسماء الصحابة البدريين، و نصه: الدرة بكسر الدال و تشديد الراء؛ كانت من نعل رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، و قيل أنه ما ضرب بها أحد على ذنب و عاد له فاعله ا ه.

و قال الدسوقي في حواشيه على شرح الدردير على المختصر: الدرة سوط رفيع مجدول أي معتدل من الجلد ا ه و نحوه للصاوي في حواشيه على أقرب المسالك، و فيه أيضا أنها كانت من جلد مركب بعضه فوق بعض ا ه و هو بعيد عندي؛ لأنها تدخل إذ ذاك فيما في صحيح مسلم، و مسند أحمد عن أبي هريرة، رفعه: «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس». [1] و في حديث آخر لمسلم:

«إن طالت بك مدة يوشك أن ترى قوما يغدون في سخط اللّه، و يروحون في لعنة اللّه، في أيديهم مثل أذناب البقر». [2] قال المناوي قوله: كأذناب البقر تسمى في ديار العرب بالمقاريع، جمع مقرعة و هو جلدة طرفها مشدودة و عرضها كالأصبع يضربون بها الناس ا ه و نحوه في روح البيان.

أقول: اتخاذ عمر لها للإذن له في حملها، و الضرب على حسب ما حدّ له، فلم يكن يصل في الضرب بها إلى حد ما أنذر به الشارع، و كما كانت الدرة لعمر كانت لعثمان أيضا، إلا أنها أشد من الدرة العمرية كما في أوائل السيوطي و غيره. و في سراج الملوك للطرطوسيّ قال الحسن: رأيت عثمان بن عفان و قد جمع الحصباء في مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) عند رأسه، و قد وضع أحد جانبي ردائه عليه، و هو يومئذ أمير المؤمنين، ما عنده أحد من الناس و درته بين يديه ا ه و كان لسيدنا علي أيضا درة فقد أخرج عبد بن حميد في مسنده عن مطرف قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي:

ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك، و أبقى له فمشيت خلفه، و هو بين يدي مؤتزر بإزار مرتد برداء، و معه الدرة كأنه أعرابي بدوي فقلت من هذا؟ فقال لي رجل: هذا علي بن أبي‌


[1] انظر مسلم: كتاب اللباس باب 34 ص 1680/ 2.

[2] انظر كتاب الجنة و نعيمها باب 13 ج 3/ 2193.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست