نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 132
و في البيان و التبيين للجاحظ؛ أن جذيمة الأبرش [1] آخر ملوك قضاعة بالحيرة هو أول من رفع الشمع، و في شرح المنهج للمنجور أن البرزلي سئل عن جعل الثريا و القناديل في المسجد فأجاب: إن جعل الحصر و مطلق الاستصباح من باب ترفيع المساجد، و قد ورد ثواب جزيل في استصباحه.
و حكى الزمخشري في تفسير قوله تعالى: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ [التوبة: 18] الآية عن أنس: من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة و حملة العرش تستغفر له ما دام في ذلك المسجد ضوء، و قال: العمارة تتناول تجديد ما استرم منها، و تنظيفها و تنويرها بالمصابيح، و تعظيمها و اعتبارها للعبادة و الذكر. و أما كثرة المصابيح في رمضان فقد طعن فيه بعض المغاربة بأنه بدعة، و الصواب أنه من باب ترفيع المساجد ا ه انظر بقيته في نوازل البرزلي و شرح المنهج و لا بد.
المجمر
«في سنن أبي داود [2] عن عائشة قالت: أمر رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) ببناء المساجد في الدور و أن تطيب و تنظف».
قلت: ثبت ذلك أيضا في مسند أحمد و ابن ماجه و صحيح ابن خزيمة و غيرهم.
«و في كتاب الجامع من البيان و التحصيل لابن رشد: روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) أنه قال:
جمروا مساجدكم، و في التمهيد: عبد اللّه المجمر مولى عمر بن الخطاب كان يجمر المسجد إذا قعد عمر على المنبر، و قد قيل إنه كان من الذين يجمرون الكعبة و الأول أصح و التجمير: التبخير».
و في فتح الباري على باب فضل الوضوء: نعيم المجمر بضم الميم و إسكان الجيم هو ابن عبد اللّه المزني، وصف هو و أبوه بذلك؛ لكونهما كانا يبخران مسجد النبي (صلى الله عليه و سلم)، و زعم بعض العلماء أن وصف عبد اللّه بذلك حقيقة و وصف نعيم ابنه بذلك مجاز، و فيه نظر فقد جزم إبراهيم الحربي بأن نعيما كان يباشر ذلك ا ه منه.
الذي يقمّ المسجد و يلتقط الخرق و القذي و العيدان منه
«خرّج البخاري [3] و مسلم عن أبي هريرة: أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) فسأل عنها فقالوا: ماتت قال: أ فلا كنتم آذنتموني. قال: فكأنهم صغروا أمرها. فقال: دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها».
[1] جذيمة الأبرش هو ابن مالك بن فهم من الأزد كما في الجمهرة لابن حزم 379.