responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 117

و قد قال الراغب الأصبهاني في الذريعة: و من علم الفراسة علم الرؤيا، و قد عظم اللّه أمرها في جميع الكتب المنزلة. و الرؤيا هي فعل النفس الناطقة، و لو لم يكن لها حقيقة لم يكن لإيجاد هذه القوى في الإنسان فائدة و اللّه يتعالى عن الباطل. و هي ضربان: ضرب و هو الأكثر أضغاث أحلام، و أحاديث النفس بالخواطر الردية، لكون النفس في تلك الحال كالماء المتموج لا يقبل صورة. و ضرب هو الأقل صحيح، و ذلك قسمان: قسم لا يحتاج إلى تأويل، و لذلك يحتاج المعبر إلى مهارة يفرق بين الأضغاث و غيرها، و ليميز بين الكلمات الروحانية و الجسمانية، و يفرق بين طبقات الناس، إذ كان فيهم من لا تصح له رؤيا، و فيهم من تصح رؤياه، ثم من صح له ذلك؛ منهم من يرشح أن يلقي إليه في المنام الأشياء العظيمة الخطيرة، و منهم من لا يرشح له ذلك. و لهذا قال اليونانيون: يجب أن يشتغل المعبر بعبارة رؤيا الحكماء و الملوك دون الطغام، و ذلك لأن له حظا من النبوّة انظر بقيته فيه و انظر مقدمة العبر لابن خالدون.

الإمام في صلاة الفريضة

«السلطان أحق بالإمامة في الصلاة، إلا أن يأذن لغيره في ذلك. قال ابن العربي في الأحكام: ولاية الصلاة أصل في نفسها، فإن النبي (صلى الله عليه و سلم) كان إذا بعث أميرا جعل الصلاة إليه و لكن لما فسدت الولاة و لم يكن فيهم من ترضى حالته للإمامة، بقيت الولاية في يده بحكم الغلبة و قدّم للصلاة من ترضى حالته سياسة منهم للناس، و إبقاء على أنفسهم. فقد كان بنو أمية حين كانوا يصلون بأنفسهم يخرج أهل الفضل من الصلاة خلفهم، و يخرجون من الأبواب، فيأخذهم سياط الحرس فيصبرون عليه ا ه».

اشتهر في كتب المتأخرين أن اتّخاذ المحاريب في المساجد لوقوف الأئمة بدعة، و أفرد ذلك الحافظ السيوطي بمؤلف. و في عون المعبود على سنن أبي داود: ما قاله القاري من أن المحاريب من المحدثات بعده (عليه السلام) فيه نظر؛ لأن وجود المحراب في زمنه (عليه السلام) يثبت من بعض الروايات، أخرج البيهقي في السنن الكبرى عن وائل بن حجر قال: حضرت رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) نهض إلى المسجد فدخل المحراب، ثم رفع يديه للتكبير.

و قال ابن الهمام: لا يخفي أن امتياز الإمام مقرر مطلوب شرعا، و ثبتت المحاريب في المسجد من لدن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) ا ه انظر العون.

فائدة: و في فوائد الفكر لدى قصة الفتح، ذكروا أن العباس لما احتمل أبا سفيان معه إلى قبته أصبح و قد رأى الناس ثائرين إلى طهورهم، فقال يا أبا الفضل: ما للناس أ أمروا فيّ بشي‌ء؟ قال: لا، و لكن قاموا إلى الصلاة. فأمره فتوضأ فلما رأى تكبير الناس بتكبير النبي (صلى الله عليه و سلم) و ركوعهم بركوعه قال: ما رأيت كاليوم؛ قوم جميعهم من هنا، و هاهنا، و لا فارس و الروم ذات القرون بأطوع منهم له ا ه.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست