نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 597
و يخترق اليوم مدينة كربلاء طولا فرع من نهر الحسينية لتأمين الشرب، و هو يتفرع عن الفرات بالقرب من سدّ الهندية.
و يبلغ تعداد مدينة كربلاء حوالي مائة ألف نسمة، و هي أصغر من النجف حيث قبر أمير المؤمنين (عليه السلام).
و لم تكن كربلاء في العهد القديم قبل الفتح الاسلامي بلدة تستحق الذكر، بل كانت قرية بسيطة عليها مزارع و ضياع الدهّاقين الفرس.
711- حال كربلاء قبل الإسلام:
(الأرض و التربة الحسينية، ص 37)
يصف أحدهم مزايا هذه الأرض الطبيعية و ما كان لها من المكانة و الحرمة عند الأمم القديمة قبل الإسلام بقوله: و إن أسمى تلك البقاع و أنقاها تربة، و أطيبها طينة، و أزكاها نفحة، هي تربة كربلاء، تلك التربة الحمراء الزكية، و كانت قبل الإسلام قد اتخذت نواويس و معابد و مدافن للأمم الغابرة، كما يشير به كلام الإمام الحسين (عليه السلام) في خطبته حيث يقول: «كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين (النواويس) و كربلاء».
712- مكانة كربلاء بعد الاسلام:
مدينة كربلاء المقدسة من أهم مدن العراق، تمتاز بقدسيتها و بتاريخها الحافل بالأمور العظام و الحوادث الجسام.
فقد أخبرتنا الأسفار التاريخية عن معارك خطيرة دارت رحاها في ربوع هذه المحافظة، منها معركة القادسية بين العرب و الفرس سنة 14 ه، التي انتصر فيها المسلمون على أعظم امبراطورية فارسية، بقيادة سعد بن أبي وقاص في خلافة عمر ابن الخطاب. و القادسية تبعد عن الكوفة جنوبا بمقدار مرحلة [أي حوالي 45 كم].
ثم كانت معركة كربلاء سنة 61 ه، التي كانت أكبر معركة تصحيحية في صدر الإسلام. فزادت قدسية كربلاء منذ أن حلّ فيها ثاني السبطين و ريحانة رسول اللّه الحسين (عليه السلام).
713- اشتقاق اسم كربلاء:
تعددت الآراء حول أصل تسمية (كربلاء) نذكر منها ستة آراء:
1- فالكربلة: رخاوة في القدمين، يقال: جاء يمشي مكربلا. فيجوز على هذا أن تكون أرض هذا الموضع رخوة، فسميت كربلاء.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 597