نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 556
فبينما نحن نتغدى من طعام لنا، إذ أقبل رسول الحسين (عليه السلام) حتّى سلّم و دخل.
ثم قال: يا زهير بن القين، إن أبا عبد اللّه الحسين (عليه السلام) بعثني إليك لتأتيه!. فطرح كل إنسان منا ما في يده، حتّى كأن على رؤوسنا الطير.
- شهامة دلهم بنت عمرو زوجة زهير:
(مثير الأحزان للجواهري، ص 38)
فقالت له امرأته (دلهم بنت عمرو): سبحان اللّه، أيبعث إليك الحسين (عليه السلام) ابن رسول اللّه، ثم لا تأتيه؟!. لو أتيته فسمعت كلامه ثم انصرفت!.
فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء (إلى أصحابه فرحا) مستبشرا، قد أشرق (أسفر) وجهه. فأمر بفسطاطه و ثقله [1] و متاعه فقوّض (و حوّل) إلى الحسين (عليه السلام).
ثم قال لامرأته دلهم: أنت طالق، إلحقي بأهلك، فإني لا أحبّ أن يصيبك بسببي إلا خيرا، و قد عزمت على صحبة هذا الرجل لأفديه بروحي و أقيه بنفسي. ثم أعطاها مالها، و سلّمها إلى بعض بني عمها ليوصلها إلى أهلها.
فقامت إليه و بكت و ودعته، و قالت: خار اللّه لك، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جدّ الحسين (عليه السلام).
و في (الأخبار الطوال) للدينوري، ص 247 قال:
فقام زهير يمشي إلى الحسين (عليه السلام)، فلم يلبث أن انصرف، و قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه فقلع، و ضرب إلى لزق فسطاط الحسين (عليه السلام).
ثم قال لامرأته: أنت طالق، فتقدمي مع أخيك حتّى تصلي إلى منزلك، فإني قد وطّنت نفسي على الموت مع الحسين (عليه السلام).
ثم قال لمن كان معه من أصحابه: من أحب منكم الشهادة فليقم، و من كرهها فليتقدم. فلم يقم معه منهم أحد. و خرجوا مع المرأة و أخيها حتّى لحقوا بالكوفة.