نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 468
قال المدائني: كانت القادسية تسمى قديسا، و ذلك أن إبراهيم (عليه السلام) مرّ بها فرأى زهرتها، و وجد هناك عجوزا فغسلت رأسه، فقال: قدّست من أرض، فسميت (القادسية).
تقع القادسية جنوب الكوفة و منها ينطلق طريق الحاج إلى مكة
534- الحيرة:
مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة (6 كم) جنوبا، على موضع يقال له النجف [هذا نجف الحيرة، و ليس نجف الكوفة المعروفة]، زعموا أن بحر فارس [لعل المقصود به الخليج العربي] كان يتصل به.
و النجف كان ساحل بحر الملح، و كان في قديم الدهر يبلغ الحيرة.
و معنى الحيرة في اللغة السريانية (الحصن)، و كانت الحيرة من أكبر مدن العصور السالفة. و هي منازل آل (بقيلة) و غيرهم.
و كانت الحيرة مسكن ملوك العرب في الجاهلية، و بها كانت منازل ملوك بني نصر من لخم، و هم آل النعمان بن المنذر. و علية أهل الحيرة نصارى، و تكثر فيها الأديرة، مثل دير علقمة و دير اللّج و دير هند الصغرى و دير هند الكبرى؛ بنتي النعمان بن المنذر، و دير حتّه و دير السّوا (أي العدل).
و بنى فيها المناذرة بعد تنصّرهم القصور و الكنائس الكبيرة و الحصون المنيعة.
و بنى فيها النعمان بن المنذر قصرين شهيرين هما: الخورنق و السّدير.
و لقد مرّت على (الحيرة) فترات من العمران و الخراب. فلما مات بخت نصّر انضم عرب الحيرة إلى أهل الأنبار (مدينة تسمى اليوم الرمادي، و تقع على نهر الفرات)، و بقي الحير خرابا زمانا طويلا، لا تطلع عليه طالعة من بلاد العرب. و بعد خمسمائة سنة عمّرت الحيرة في زمن عمرو بن عدي، باتخاذه إياها مسكنا، و ظلت عامرة أكثر من خمسمائة سنة، إلى أن جاء الفتح الإسلامي و عمّرت (الكوفة) و نزلها المسلمون، فأهملت الحيرة.
535- الخورنق و السّدير:
إنما تكلمت عن الحيرة، و الآن أتكلم عن الخورنق و السدير، لأبيّن أن هذه المنطقة التي حول الكوفة كانت مهد حضارات قديمة منذ أقدم العصور.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 468