responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 385

و فيها أن يعامل أهل العراق معاملة جيدة، و كذلك أهل الحجاز، و خاصة الحسين (عليه السلام).

لكن الواقع أن مقابل هذه الوصية الظاهرية هناك وصية مستورة تعاكسها، و هي الحقيقة التي ستطبق.

فقد روى المؤرخون أن معاوية أوصى يزيد بإرسال مسلم بن عقبة إلى المدينة إذا لم يبايعوا، و كان (مسلم) جزّارا جلّادا لا يعرف الرحمة و الرأفة. فهل هكذا الإحسان للحجازيين؟!.

كما أوصى بتعيين عبيد اللّه بن زياد على العراق، و هو أكبر دموي غادر، فهل هكذا الإحسان للعراقيين؟!.

و إذا كان معاوية لم يتردد في اغتيال الإمام الحسن (عليه السلام) حتّى بعد ما بايعه، فهل حقا يوصي ابنه بالحسين (عليه السلام)، و أن يعفو عنه إذا ظفر به. و لو أن الوصية المزعومة كانت صحيحة لما كان يزيد، لا همّ له بعد موت أبيه إلا تحصيل البيعة من الحسين (عليه السلام). الصحيح أنه أوصاه أن يغتاله سرا، فبعث إلى والي المدينة كتابا صغيرا منفصلا عن الكتاب الأصلي يأمره به بقتله أو يبايع. كما أمر والي مكة- فيما بعد- بأن يقتله على أي حال اتفق، حتّى و لو كان متمسكا بأستار الكعبة!.

توضيح: زعم بعض المؤرخين أن معاوية كتب وصيته ليزيد، و يزيد لم يكن حاضرا عنده. و قال بعضهم إنه كان حاضرا عند الوصية. و لكنهم أجمعوا على أنه لم يكن حاضرا عند موته، بل كان في (حوّارين) من أعمال شرق حمص. و يمكن إزالة هذا التعارض بالقول إن معاوية كتب الوصية في غياب يزيد، و لما حضر قرأ أبوه عليه الوصية. ثم إن يزيد سافر إلى حوّارين، و ما لبث أبوه أن مات و هو غائب عنه. فاستدعاه الضحّاك بن قيس، فقدم لثلاثة أيام على وفاته.

يقول الدينوري في (الأخبار الطوال): إن معاوية أوصى و كان يزيد غائبا، ثم قدم عليه يزيد، فأعاد عليه الوصية، ثم قضى.

418- وفاة معاوية و عمره:

(مقتل الحسين للخوارزمي، ج 1 ص 177)

يقول الخوارزمي: فتوفي معاوية في غد ذلك اليوم، و ليس عنده يزيد (بل خرج إلى حوران للصيد). فكان ملكه تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر. و توفي بدمشق يوم الأحد لأيام خلت من شهر رجب سنة 60 ه، و هو ابن ثمان و سبعين 78 سنة.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست