نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 309
في الكعبة العليا و قصّتها * * * نبأ يفيض دما على الحجر
بدأت بإسماعيل عبرتها * * * و دم الحسين نهاية العبر
308- العداوة بين بني أمية و بني هاشم:
و لتتم إرادة اللّه في الاختبار و الامتحان، كان في كل زمان و مكان، هابيل و قابيل، مؤمن و كافر، و مصدّق و مكذّب.
و غمرت الجاهلية الجهلاء كل العرب في الروابي و البيداء، حتّى تنازعوا و تحاربوا و كادوا يصيرون إلى الفناء. و كان مرتكز نزاعهم على التفاضل و التكاثر، و الأثرة و التفاخر. و ظهر ذلك أوضح ما يكون بين بني أمية و بني هاشم. ذلك أن بني هاشم اشتهروا بالتوحيد و العفة و الأخلاق، بينما مال بنو أمية إلى الشرك و المال و الفساد. و منذ اللحظة التي ولد فيها هاشم و عبد شمس توأمين في بطن واحد من عبد مناف، دقّ بينهما الشقاق و العداء، و سالت الجراحة بالدماء. فقد ولد هاشم ملتصقا إبهام رجله بجبهة عبد شمس (والد أمية)، و كان لا بدّ من سفح دم لفصلهما عن بعضهما، فكان هذا مؤذنا بالدم بينهما في كل جيل؛ من أمية و هاشم، إلى حرب و عبد المطلب، إلى أبي سفيان و محمد (صلى الله عليه و آله و سلم)، إلى معاوية و علي (عليه السلام)، إلى يزيد و الحسين (عليه السلام). و هذا الواقع الأليم حقيقة لا مفرّ منها. و لقد أحسن من صوّر هذا الحال، و بيّن هذا المآل، حيث أو جز فقال [1]:
عبد شمس قد أضرمت لبني ها * * * شم حربا يشيب منها الوليد
فابن حرب للمصطفى و ابن هند * * * لعليّ، و للحسين يزيد
و يحكى أنه لما اختلف أمية مع عمه هاشم، و ادّعى أنه أفضل من هاشم، احتكما فحكم الكاهن الخزاعي بأفضلية هاشم، و كان جزاء أمية النفي من مكة عشر سنين.
فاختار الشام و سار إليها. و ظلت هذه الروح العدائية في ابنه حرب ثم صخر (و هو أبو سفيان) في الجاهلية، ثم في معاوية و يزيد و مروان بن الحكم بعد الإسلام.
و لا نستغرب لذلك أن يكون أبو سفيان رئيس جيوش الكفر التي قامت تحارب نبي الإيمان، و تحاول و أد رسالة الدين و الإسلام. في حين قام مع النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) أهله يؤمنون بتعاليم السماء، و يبذلون لها النفوس و الدماء.