نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 307
الباب الثاني الأوضاع السابقة للنهضة قال تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ (73) [الأنبياء: 73]
* مقدمة الباب:
يتضمن هذا الباب من الموسوعة إعطاء فكرة عامة عن الأوضاع التي سبقت نهضة الحسين (عليه السلام) و واقعة كربلاء، و التي لها علاقة ماسّة بها، و هي الفترة التي و اكبت خلافة الإمام الحسن (عليه السلام) ثم توقيعه الصلح مع معاوية، ثم وفاة الحسن (عليه السلام) و استلام الحسين (عليه السلام) مقاليد الإمامة، ثم هلاك معاوية و تولي يزيد السلطة.
و لا بأس أن ننوه أنه في هذه الفترة و في كل فترة كان هناك للمسلمين إمامان:
إمام للجسم و الجسد يتولى الحكم في الأشياء المادية و الدنيوية، مثل معاوية و يزيد، ثم ملوك بني أمية و بني العباس. و إمام للنفوس و القلوب يتولى الشؤون الروحية و الدينية، و هو الحسن و الحسين (عليهما السلام) ثم أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
و سواء تولى الأئمة (عليهم السلام) المسؤولية الأولى أم لم يتولوها، فإنهم يتولون دائما المسؤولية الثانية، و هي الإمامة الدينية. و هذا فحوى قول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) للسبطين:
«الحسن و الحسين إمامان، قاما أو قعدا».
أي قاما بالخلافة الدنيوية أو لم يقوما بها.
لذلك لما قال الرشيد للإمام موسى الكاظم (عليه السلام) و قد لقيه عند الكعبة المشرفة:
أنت الّذي تبايعك الناس سرا؟. أجابه الإمام (عليه السلام):
«أنا إمام القلوب، و أنت إمام الجسوم!».
(الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي، ص 150)
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 307