responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 254

(قال): إن عدم معرفة بعض مؤرخينا بحقيقة الحال، أوجب أن ينسبوا في كتبهم طريقة إقامة الشيعة لعزاء الحسين إلى الجنون. و لكن جهلوا مقدار تغيير هذه المسألة و تبديلها في الإسلام، فإنا لم نر في سائر الأقوام ما نراه في شيعة الحسين من الحسّيات السياسية و الثورات المذهبية، بسبب إقامة عزاء الحسين. و كل من أمعن النظر في رقي شيعة علي الذين جعلوا إقامة عزاء الحسين شعارهم في مدة مئة سنة، يذعن أنهم فازوا بأعظم الرقي، فإنه لم يكن قبل مئة سنة من شيعة علي و الحسين في الهند إلا ما يعدّ على الأصابع، و اليوم هم في الدرجة الثالثة من حيث الجمعية إذا قيسوا بغيرهم، و كذلك هم في سائر نقاط الأرض. و إذا قسنا دعاتنا مع تلك المصاريف الباهظة و القوة الهائلة، و الشيعة ترى دعاتنا لم يحظوا بعشر ترقّيات هذه الفرقة، و إن كان قسسنا يحزّنون القلوب بذكر مصائب المسيح، و لكن لا بذلك الشكل و الأسلوب المتداول بين شيعة الحسين، و يغلب على الظن أن سبب ذلك هو أن مصائب الحسين أشد حزنا و أعظم تأثيرا من مصائب المسيح. فعلى مؤرخينا أن يعرفوا حقيقة رسوم الأغيار و عاداتهم و لا ينسبوها إلى الجنون. و إني أعتقد بأن بقاء القانون الإسلامي و ظهور الديانة الإسلامية و ترقي المسلمين هو مسبّب عن قتل الحسين، و حدوث تلك الوقائع المحزنة. و هكذا ما تراه اليوم بين المسلمين من حسن السياسة و إباء الضيم، ما هو إلا بواسطة عزاء الحسين. و ما دامت في المسلمين هذه الملكة و الصفة، لا يقبلون ذلا و لا يدخلون في أسر أحد.

ينبغي لنا أن ندقق النظر فيما يذكر من النكات الدقيقة الحيوية في مجالس إقامة عزاء الحسين، و لقد حضرت دفعات في المجالس التي يذكر فيها عزاء الحسين في (إسلامبول) مع مترجم، و سمعتهم يقولون: الحسين الّذي كان إمامنا و مقتدانا و من تجب طاعته و متابعته علينا، لم يتحمل الضيم و لم يدخل في طاعة يزيد، و جاد بنفسه و عياله و أولاده و أمواله في سبيل حفظ شرفه و علو حسبه و مقامه، و فاز في مقابل ذلك بحسن الذكر و الصيت في الدنيا و الشفاعة يوم القيامة و القرب من اللّه، و أعداؤه قد خسروا الدنيا و الآخرة. فرأيت بعد ذلك و علمت أنهم في الحقيقة يدرّس بعضهم علنا، بأنكم إن كنتم من شيعة الحسين و أصحاب شرف، إن كنتم تطلبون السيادة و الفخر، فلا تدخلوا في طاعة أمثال يزيد، و لا تتحملوا الذل، بل اختاروا الموت بعزّة على الحياة بذلة، حتّى تفوزوا بحسن الذكر في الدنيا و الآخرة و تحظوا بالفلاح.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست