نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 242
إلى شريف نسبه و كريم عنصره، و بنوّته لسيد الأنبياء و لسيد الأوصياء و للبضعة الزهراء سيدة النساء (صلوات الله عليهم)، أكرم الصفات و أحسن الأخلاق و أعظم الأفعال و أجلّ الفضائل و المناقب، و قام بما لم يسمع بمثله قبله و لا بعده، من بذل نفسه و ماله و آله في سبيل إحياء الدين و إظهار فضائح المنافقين. و أظهر من إباء الضيم و عزة النفس و الشجاعة و البسالة و الصبر و الثبات ما بهر العقول.
و مصيبته و كيفية شهادته (عليه السلام) من أفظع ما صدر في الكون، مع أنه ابن بنت النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) الّذي لم يكن على وجه الأرض ابن بنت غيره.
و قد حزن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) و بكى لتلك المصيبة قبل وقوعها، و كذلك آله الأئمة الأطهار (عليهم السلام) كانت سيرتهم تجديد الأحزان لذكرى تلك الفاجعة الأليمة، حتّى قال الإمام الرضا (عليه السلام): كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، و كانت الكآبة تغلب عليه، حتّى تمضي عشرة أيام منه، فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه.
و قد ندبوا (عليهم السلام) إلى ما ندب إليه العقل، في حق كل محبّ مع حبيبه، من الفرح لفرحهم و الحزن لحزنهم. و اقتدى بهم في ذلك شيعتهم و أولياؤهم، فجدّدوا ذكرى مصيبة الحسين (عليه السلام) و كيفية شهادته، التي تكاد أن تفتّت الصخور، فضلا عن الأكباد و القلوب، لا سيما في عشرة المحرم التي وقعت فيها تلك المصائب الفادحة.
240- حرمة الجرح و اللطم المؤذي:
(المصدر السابق)
إلى أن يقول (رحمه الله): كما أن ما يفعله جملة من الناس، من جرح أنفسهم بالسيوف أو اللطم المؤدي إلى إيذاء البدن، إنما هو من تسويلات الشيطان و تزيينه بسوء الأفعال، فذلك مما يغضب الحسين (عليه السلام) و يبعد عنه، لا
مما يقرّب إليه. فهو (عليه السلام) قد قتل في سبيل الإحياء لدين جده (صلى الله عليه و آله و سلم)، و هذه الأعمال مما نهى عنها دين جده، فكيف يرضى بها، و تكون مقرّبة إليه تعالى، و الله تعالى لا يطاع من حيث يعصى ...
و هكذا ما يجري من التمثيل و التشبيه للوقعة، فإنه في نفسه مشتمل على كثير من المحرّمات، و موجب لهتك الحرمة، و فتح باب القدح للذين يحاولونه بما استطاعوا، فيكون منهيّا عنه بقوله: و لا تكونوا شينا علينا.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 242